القيادة المركزية الأمريكية تقول إن عملياتها ضد الحوثي ستطال جميع أنحاء اليمن
فجّر الاتحاد التونسي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين ضجة قوية وموجة غضب عارمة في الأوساط الكروية بعد قرارهما برمجة مباريات الدوري خلال شهر رمضان أثناء ساعات الصيام.
وتعرضت رابطة الدوري التونسي للمحترفين لبطولتي الدرجة الأولى والثانية إلى هجوم حاد ليس فقط من قبل الجماهير التي اعتبرت أن برمجة المباريات وقت الصيام ستحرم الكثيرين من متابعة أنديتهم، وإنما أيضا من قبل مدربي الأندية واللاعبين والمسؤولين الذين يرون في ذلك التوقيت إمعانا في الخطأ بإجبار اللاعبين على الإفطار وعدم أداء واجبهم الديني.
ويؤدي معظم لاعبي كرة القدم في تونس، والرياضيون بشكل عام، فريضة الصيام، لكن عددا كبيرا منهم يجد صعوبة في أداء واجبهم على الوجه الأكمل باعتبار الإرهاق وارتفاع درجات الحرارة أثناء المباريات التي تبدأ وقت الظهيرة.
انتقادات وتبريرات
وهاجم كثير من المتابعين رابطة الدوري واتحاد الكرة في تونس مطالبين ببرمجة المباريات ليلا، وبعد وقت الإفطار حتى يتمكن اللاعبون من تقديم أداء جيد دون التعرض لمخاطر الإرهاق والتعب، وتكون الفرصة في الوقت ذاته سانحة للجماهير لارتياد الملاعب وتشجيع أنديتها المفضلة.
ومنذ انطلاق شهر رمضان الجاري، برمجت رابطة الدوري الجولة 23 يومي السبت والأحد والاثنين الماضي، كما دارت 12 مباراة من دوري الدرجة الثانية يومي السبت والأحد، مما أفرز هجوما حادا على المسؤولين عن روزنامة الدوري حيث تعرض الكثير من اللاعبين إلى الإجهاد والتعب ولم يقدروا على إكمال المباريات باعتبار أن عددا كبيرا كانوا صائمين.
ووجّه عدد من المدربين واللاعبين انتقادات لاذعة لمسؤولي رابطة الدوري فيما وصف آخرون قرارات الأخيرة بكونها "جريمة في حق اللاعبين" الذين ليس لهم من ذنب للإفطار خلال شهر الصيام سوى تلك القرارات البالية التي اتخذها المشرفون على الكرة التونسية.
واتهم محمد أمين كمون مدرب نادي حمام الأنف المسؤولين عن الدوري بكونهم "لا يملكون أية وجاهة في اتخاذ القرارات الصحيحة"، وذلك بعد أن أقر أن عددا من لاعبي ناديه أُجبروا على الإفطار وتناول المياه أثناء الشوط الثاني من مباراتهم أمام النادي القربي السبت الماضي ضمن دوري المحترفين للدرجة الثانية.
وقال كمون: "للأسف، اللاعبون والمدربون ليس لهم الحق في أداء شعائرهم الدينية، هناك بعض اللاعبين في فريقي دخلوا المباراة صائمين ولكنهم لم يستطيعوا تحمل الإرهاق والعطش، وأجبروا على تناول المياه والإفطار خلال الشوط الثاني، لقد أرادوا إكمال صومهم ولكنهم عجزوا عن ذلك".
وبرر اتحاد الكرة في تونس عدم إجراء المباريات ليلا بكون جل الملاعب تفتقر إلى الإنارة باستثناء ملاعب رادس الأولمبي والمنستير وصفاقس، وهو ما يحول دون برمجة المباريات بعد موعد الإفطار.
لا صوم ولا صلاة الجمعة!
ولم يتوقف الجدل عند برمجة المباريات أثناء وقت الصيام خلال شهر رمضان بل شمل أيضا مواعيد مباريات الجولة 25 من الدوري التونسي للمحترفين التي تدور الأسبوع المقبل.
وأعلنت رابطة الدوري التونسي للمحترفين مساء الأربعاء عما اعتبرته "مشروع" برنامج للجولة 25 وتضمن 4 مباريات تمت برمجتها يوم الجمعة على الساعة الثانية زوالا أي في الوقت الذي يؤدي فيه التونسيون صلاة الجمعة.
وشن متابعون هجوما حادا ولاذعا جدا على رابطة الدوري، فيما سخر آخرون من تعيين موعد 4 مباريات هامة جدا من بينها قمة النادي الإفريقي والملعب التونسي خلال وقت صلاة الجمعة.
وعلق عدد من المتابعين ساخرين من موعد المباريات بالقول: "لا صوم ولا صلاة مع رابطة المحترفين في تونس"، وقال آخرون مستشهدين بالآية الكريمة: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون".
وأمام الهجوم الحاد عليها، اضطرت رابطة الدوري إلى تغيير موعد مباريات الدفة الثانية للجولة 25 وتقديمها بيوم واحد، لتتم برمجتها يوم الخميس بدل الجمعة.
لكن الجدل لم يتوقف إزاء ما قامت به رابطة الدوري التونسي للمحترفين واتحاد كرة القدم، حيث واصل الكثيرون هجومهم على المسؤولين على الكرة التونسية مشيرين إلى أنه الدوري الوحيد في العالم العربي والإسلامي الذي تلعب كل مبارياته في وقت الصيام ولا يسمح للاعبين فيه بأداء فريضة الصوم.
ويجد الكثير من اللاعبين في أندية الدوري أنفسهم إزاء إشكال حقيقي إما بالصيام وفقدان أماكنهم في التشكيلة الأساسية أو باللعب ولكن مع الإفطار وهو ما يفرضه عليهم عدد من المدربين.
وفي المقابل يسمح مدربون للاعبيهم بالصوم شريطة أن يقدموا الأداء البدني المطلوب منهم.
وتدور مباريات الجولة الرابعة والعشرين من الدوري التونسي للمحترفين غدا السبت وبعد غد الأحد، قبل أن تجرى منافسات الجولة 25 يومي الأربعاء والخميس المقبلين ليتوقف الدوري بعد ذلك لفسح المجال لمنتخب تونس على أن تُستَأْنف المسابقة بعد عيد الفطر المبارك.