"نيويورك تايمز": استمرار تخصيب اليورانيوم في إيران محلّ خلاف ويتسبب بانقسامات داخل الفريق الأمريكي
في تطور دراماتيكي هز أركان الكرة المصرية، غاب النادي الأهلي عن مواجهة القمة المرتقبة أمام غريمه التقليدي الزمالك، في المباراة التي كان من المفترض أن تحسم جزءًا كبيرًا من صراع لقب الدوري المصري الممتاز.
جاء هذا الغياب الصادم اعتراضًا من إدارة القلعة الحمراء على إسناد إدارة المباراة لطاقم تحكيم مصري، بدعوى عدم الاستعانة بحكم أجنبي، وذلك بعد إعلان موعد اللقاء قبل خمسة أيام فقط.
هذا القرار، الذي وصفه الكثيرون بالكارثي، فتح الباب واسعًا للتساؤلات حول مستقبل المنافسة على اللقب وتأثيره في صورة الكرة المصرية.
القرار.. غياب مدوّ وصفعة للقمة
قررت إدارة النادي الأهلي بشكل مفاجئ الانسحاب من مباراة القمة أمام الزمالك، معلنة رفضها خوض اللقاء تحت قيادة تحكيم مصري، وأكدت حقها في خوض مباريات القمة بتحكيم أجنبي في ظل حساسية وأهمية المواجهة بين القطبين، هذا القرار أحدث صدمة في الأوساط الرياضية، ليس فقط لكونه أمرًا يتكرر للمرة الثالثة في آخر 5 سنوات في مباريات القمة بل لتداعياته المحتملة على مسار الدوري ومنافسة الأهلي على اللقب.
تحليل القرار.. بين الحسابات الخاطئة والضرر الذاتي
لا يمكن فهم قرار إدارة الأهلي بمعزل عن السياق الزمني والإداري الذي سبق المباراة، فالتخبط ظهر جليًّا منذ اللحظة الأولى للإعلان عن قرعة المرحلة النهائية من الدوري، والتي صدرت فجر الخميس، ومع كون الزمالك صاحب الأرض، لم يتقدم بطلب لحكام أجانب، وهو ما كان يتطلب تحركًا فوريًّا من الأهلي صباح الخميس نفسه للمطالبة بحكام أجانب، لا الانتظار لما قبل المباراة بـ24 ساعة فقط.
الأزمة تكمن في أن آلية طلب الحكام الأجانب تتطلب إخطارًا مسبقًا للرابطة واتحاد الكرة بمدة لا تقل عن أسبوعين، وهو ما لم يتحقق بسبب ضيق الوقت وتحديد الموعد بشكل متأخر.
وبالنظر إلى تصريحات رئيس الزمالك ومسؤولي النادي، والتي ألمحت إلى عدم ممانعتهم للتحكيم المصري، وكون الأهلي لم يبادر بطلب حكام أجانب في الوقت المناسب، بات القرار الأهلي متأخرًا وغير فعال.
كان أمام الأهلي خياران أحلاهما مر، الأول هو خوض المباراة واللعب تحت أي ظرف، وتسجيل اعتراض رسمي لحفظ حقوق النادي، مع إثبات الوجود في الملعب والمنافسة على النقاط الثلاث، في هذه الحالة، كان الأهلي سيحافظ على حظوظه كاملة في المنافسة، بغض النظر عن نتيجة المباراة، مع تأكيد موقفه الرافض للتحكيم المصري في مباريات القمة.
أما الخيار الثاني، وهو ما تم بالفعل، فهو الانسحاب من المباراة، وهو القرار الذي يحمل في طياته خسائر فادحة على كافة المستويات.
الأضرار.. خسائر مضاعفة وهدية لبيراميدز
تتجاوز أضرار قرار الانسحاب مجرد خسارة النقاط الثلاث في مباراة القمة، بل تمتد لتشمل جوانب عديدة تهدد مستقبل الأهلي في الدوري هذا الموسم.
فبخسارة المباراة اعتباريًّا، يفقد الأهلي ست نقاط كاملة (ثلاث نقاط للانسحاب وثلاث نقاط للقمة)، ليتسع الفارق مع المتصدر بيراميدز إلى تسع نقاط كاملة بدلًا من ثلاث.
هذه النتيجة تمنح بيراميدز أفضلية كبيرة في صدارة الترتيب وتقربه خطوة هائلة نحو تحقيق اللقب، الذي بات في المتناول أكثر من أي وقت مضى.
الأمر لا يتوقف عند ذلك، فانسحاب الأهلي يمنح الزمالك، الذي كان خارج حسابات المنافسة على اللقب تقريبًا، فرصة جديدة للعودة إلى الصورة والمنافسة على التأهل لدوري أبطال أفريقيا على الأقل.
بل إن السيناريو الأسوأ للأهلي قد يتضمن خسارة محتملة أمام بيراميدز في المواجهات المباشرة، ليصبح الفارق 12 نقطة كاملة، وهو فارق شبه مستحيل تعويضه في المراحل الأخيرة من الدوري.
بالإضافة إلى الخسائر الفنية والنقطية، يمثل الانسحاب ضربة قوية لصورة النادي الأهلي وهيبته، خاصة في ظل تكرار وقائع الانسحاب في الكرة المصرية بشكل عام، وفي مباريات القمة بشكل خاص.
اقتراب بيراميدز نقطيًا.. حلم اللقب يتحول إلى كابوس
في ظل هذه التطورات الكارثية، أصبح بيراميدز على بعد خطوات قليلة من تحقيق حلم التتويج بلقب الدوري المصري للمرة الأولى في تاريخه. فالفارق النقطي الكبير مع الأهلي، والهدية المجانية التي حصل عليها من مباراة القمة، تمنح بيراميدز أفضلية نفسية ومعنوية كبيرة في المرحلة الحاسمة من المسابقة.
بينما يجد الأهلي نفسه في موقف بالغ الصعوبة، حيث بات مطالبًا بتحقيق الفوز في جميع مبارياته المتبقية، مع انتظار تعثر بيراميدز في أكثر من مناسبة، وهو سيناريو يبدو بعيد المنال في ظل المستوى الثابت الذي يقدمه بيراميدز هذا الموسم.
بات حلم التتويج بالدوري للأهلي أقرب إلى الكابوس، والفرصة الذهبية لتسليم الدرع لغريمه بيراميدز تبدو واقعية أكثر من أي وقت مضى.
ختامًا، يمكن القول إن قرار إدارة الأهلي بالانسحاب من مباراة القمة يمثل تداعيات كارثية على مسيرة الفريق في الدوري هذا الموسم، وعلى صورة الكرة المصرية بشكل عام.
فبدلًا من أن تكون مباراة القمة مناسبة للاحتفاء بالكرة المصرية وقمة الإثارة والندية، تحولت إلى مناسبة للانسحابات والبيانات وتبادل الاتهامات، وهي صورة قاتمة ترسخ في أذهان المتابعين وتزيد عزلة المنتج الكروي المصري وتراجعه المستمر.