تتجه أنظار عشاق نادي النصر السعودي بشغف بالغ نحو المواجهة المرتقبة بين الثنائي الهلال والأهلي، في الجولة القادمة من دوري روشن السعودي للمحترفين.
لا يقتصر ترقب جماهير "العالمي" لهذه القمة الكروية على متعة المنافسة بين كبيري الأندية السعودية، بل يتعداه إلى أهمية بالغة تتعلق بمصير فريقهم في سباق التأهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة في نسخته الثانية.
ففي خضم هذا الصراع المحتدم على المراكز المؤهلة إلى البطولة القارية المرموقة، يجد النصر نفسه في وضع استثنائي، حيث ينتظر "أعظم هدية" من غريمه التقليدي الهلال، قد تكون بمثابة المفتاح الذهبي لتحقيق حلمه الآسيوي المنشود.
النصر والمركز الثالث: هدف وحيد في الجولات الأخيرة
يدخل النصر الثلث الأخير من دوري روشن وهو يضع نصب عينيه هدفا لا يحيد عنه، وهو ضمان مقعد مؤهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة.
وبعد أن تضاءلت حظوظ الفريق في المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم، أصبح التركيز منصبا بالكامل على احتلال المركز الثالث، الذي يضمن المشاركة في البطولة القارية المستحدثة.
إلا أن الطريق إلى هذا الهدف ليس مفروشا بالورود؛ فالنصر يواجه منافسة قوية ومباشرة من أندية عريقة أخرى تتطلع إلى الطموح نفسه، وعلى رأسها النادي الأهلي، الذي بات يشكل التحدي الأكبر أمام العالمي في سعيه نحو التأهل الآسيوي.
الأهلي يزاحم النصر: المنافسة تشتد على المقعد الآسيوي
في بداية الأمر، كان القادسية يُنظر إليه على أنه المنافس الأبرز للنصر على المركز الثالث، حيث يتقاسم الفريقان الرصيد نفسه من النقاط، وهو 47 نقطة، إلا أن الأهلي استطاع مؤخرا أن يعطل انطلاقة القادسية ويحد من جماحه، ليتحول إلى المنافس الحقيقي والملح للنصر في هذا السباق المحتدم.
الأهلي، الذي يمر بفترة انتعاش وتطور ملحوظ في المستوى، يمتلك في رصيده 44 نقطة، بفارق ثلاث نقاط فقط عن النصر؛ ما يعني أن الفوز في المواجهة المباشرة القادمة بينهما قد يقلب الموازين ويضع الأهلي في مركز متقدم.
مباراة الهلال والأهلي: مفتاح "الهدية" النصراوية المنتظرة
هنا تبرز الأهمية القصوى لمباراة الهلال والأهلي في الجولة المقبلة، فنتيجة هذه المباراة ستكون بمثابة نقطة تحول حاسمة في صراع المركز الثالث.
النصر، الذي يحتل حاليا هذا المركز برصيد 47 نقطة، يترقب بفارغ الصبر "هدية" من الهلال، تتمثل في تحقيق الفوز على الأهلي.
هذا الفوز الهلالي سيكون بمثابة "الهدية العظمى" للنصر، لأنه سيضع الأهلي تحت الضغط، ويقلل من حظوظه في مزاحمة "العالمي" على المقعد الآسيوي.
فانتصار الهلال سيحافظ على فارق النقاط الثلاث الحالي بين الأهلي والنصر، بل وقد يزيد هذا الفارق في حال تعثر النصر في الجولة المقبلة إلى ست نقاط وهو فارق محبط قبل مواجهة الفريقين المباشرة سيجعل من مهمة الراقي في غاية الصعوبة.
سيناريوهات المباراة وتأثيرها على حظوظ العالمي
على الجانب الآخر، فإن فوز الأهلي على الهلال في هذه المباراة، سيكون بمثابة إنذار خطير للنصر، ففي حال فوز "الراقي"، سيكون النصر في موقف صعب للغاية، حيث سيصبح مطالبا بتحقيق نتائج مثالية في مبارياته المتبقية، مع انتظار تعثر الأهلي في مواجهات أخرى.
بل إن الأمر يتعدى مجرد النقاط، فكما أشار المحلل الرياضي أحمد حسام "ميدو" في تصريحات تلفزيونية، فإن فوز الأهلي على الهلال في هذه المباراة لن يخدم فقط رصيدهم النقطي، بل سيعطيهم دفعة معنوية هائلة، وقوة دافعة لا يستهان بها في بقية مشوار الموسم.
فمثل هذا الفوز التاريخي على الغريم التقليدي سيمنح لاعبي الأهلي ثقة كبيرة بالنفس، وإيمانا بقدرتهم على تحقيق الإنجازات، وقد يدفعهم قدما نحو حجز مقعد في دوري أبطال آسيا للنخبة.
وأضاف "ميدو" أن الأهلي إذا ما تمكن من الفوز في هذه القمة، فسيكون المرشح الأوفر حظًا للتأهل إلى البطولة الآسيوية الكبرى.
انتظار "الهدية" وترقب مصير المركز الثالث
ختاما، يمكن القول إن النصر يجد نفسه في موقف استثنائي، حيث ينتظر "أعظم هدية" من غريمه الأزلي، الهلال، في مباراة القمة المرتقبة ضد الأهلي.
نتيجة هذه المباراة ستحدد بشكل كبير مسار المنافسة على المركز الثالث، وستكشف عن مدى حظوظ النصر في تحقيق حلمه بالتأهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة.
يبقى على عشاق "العالمي" التوجه بقلوبهم نحو ملعب المباراة، وتشجيع الهلال، ولو من باب المصلحة الذاتية، على أمل أن يحقق الفوز ويهدي النصر "أعظم هدية" في هذا الوقت الحرج من الموسم.