سهولة كوبا أمريكا 2024 تضع ميسي في موقف حرج

وصلت بطولة كوبا أمريكا 2024 المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية لمراحلها الأخيرة، وتم تحديد فرق نصف النهائي بالفعل، حيث تلتقي الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي بالمنتخب الكندي، في حين تلعب كولومبيا ضد أوروغواي في النصف نهائي الآخر.

حدث كل ذلك بعد خروج واحد من أبرز المنتخبات المرشحة لتحقيق البطولة وهو المنتخب البرازيلي حامل لقب 2019 على يد أوروغواي بركلات الترجيح.

قد يرى بعضهم البطولة سهلة على الأرجنتين، كونها بطل النسخة الماضية وبطل كأس العالم، لكن على النقيض، يجب على ميسي ورفاقه أن يخافوا السيناريو الحالي، وأن ترتعد فرائصهم من مدى سهولة المشوار نحو منصة التتويج.

 

 

ليست المرة الأولى

لن تكون تلك هي المرة الأولى التي يرى فيها الجميع المنتخب الأرجنتيني المرشح الأقرب من أجل تحقيق اللقب، وتفشل كتيبة "التانغو" في حصده.

رأينا ذلك السيناريو من قبل، بوجود حتى ليونيل ميسي، اللاعب الأفضل في التاريخ بالنسبة لقطاع كبير من عشاق كرة القدم حول العالم.

البداية في 2007 

كان المنتخب الأرجنتيني هو المرشح الأكبر لتحقيق اللقب في نسخة 2007 من بطولة كوبا أمريكا في ظل تراجع مستوى الأرجنتين الواضح، وغياب المنافسة الحقيقية في القارة من أي جانب آخر.

أقيمت تلك النسخة من البطولة في فنزويلا وقدمت الأرجنتين نسخة مرعبة من نفسها في الطريق إلى النهائي، متفوقة على فرق المجموعة كافة بسجل مثالي وثلاثة انتصارات، ثم في أدوار خروج المغلوب اكتسحت بيرو برباعية نظيفة، ثم قتلت آمال المكسيكيين في الوصول لنهائي سهل بالنسبة لهم ضد البرازيل، وفازت عليهم بثلاثية نظيفة.

 

 

على الجانب الآخر، كانت البرازيل في حالة سيئة للغاية، وصعدت من مجموعتها في المركز الثاني بعد الخسارة من المكسيك والفوز بشق الأنفس على الإكوادور من ركلة جزاء في الجولة الثالثة، وفي أدوار خروج المغلوب اكتسحوا تشيلي بسداسية لكنهم لم يقنعوا ضد أوروغواي ومروا إلى النهائي بركلات الترجيح.

كانت كل المعطيات في صالح الأرجنتين والجميع يرشح الفريق الذي يضم خافيير زانيتي، وغابرييل ميليتو، وخوان فيرون، وخوان ريكيلمي، وروبرتو أيالا، وكامبياسو، بالإضافة للشباب وقتها كارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو والأبرز ليونيل ميسي موهبة برشلونة الذي يكتسح الجميع في أوروبا، لكن ثلاثية برازيلية سكنت شباك الأرجنتين قتلت آمال ليونيل في أول بطولة قارية له.

سيناريوهات تشيلي في الحسبان

لا تنسى جماهير الأرجنتين ما حدث لفريقها في عامين متتاليين في كوبا أمريكا أمام تشيلي في 2015 و2016.

كان الفريق يقدم مستويات مذهلة في دور المجموعات ويفوز بالرباعيات في ربع ونصف النهائي، ويأتي في النهائي ويخسر ضد تشيلي بركلات الترجيح.

تكرر ذلك السيناريو مرتين، وخسرت الأرجنتين في سيناريو غريب حققت فيه تشيلي بطولة كوبا أمريكا للمرة الأولى في تاريخها في 2015، وكررتها في 2016، ثم فشلت من بعدها حتى في الصعود إلى النهائي ولو مرة واحدة.

 

الخلاصة

يبدو أن السيناريوهات السهلة لا تستهوي ميسي ورفاقه، وقد ظهر ذلك عدة مرات، لذلك سيكون عليهم الخوف من سيناريو النسخة الجارية من كوبا أمريكا.

حقق ميسي كوبا أمريكا الماضية على حساب البرازيل في قلب استاد ماراكانا، وبعدها نال كأس العالم من الفريق حامل اللقب منتخب فرنسا، وبين هذا وذاك حقق فيناليسيما (كأس تجمع بين بطل أوروبا وبطل أمريكا الجنوبية) ضد إيطاليا بنجومها كافة بثلاثية نظيفة.

ربما تكون بعض الجماهير الأرجنتينية قد احتفلت بخروج البرازيل، لكن كان أولى بهم أن يتمنوا استمرار السامبا ليكون أمامهم تحديات تجعلهم متيقظين لتحقيق اللقب، بدلًا من السهولة الحالية التي قد تفقدهم إياه.