بعد 18 شهراً قضاها النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا مع الهلال السعودي لم يلعب خلالها سوى 7 مباريات بسبب الإصابات المتكررة أعلن الأخير عن إنهاء العلاقة التعاقدية بين الطرفين بالتراضي، حيث رحل اللاعب بالفعل إلى سانتوس البرازيلي.
نيمار بدأ مسيرته مع سانتوس في عام 2009 وعمره 17 عاماً، وسجل 136 هدفاً ولعب 64 تمريرة حاسمة في 225 مباراة.
وبعودته إلى سانتوس، شارك نيمار، في 5 مباريات متتالية، حيث سجل هدفًا وصنع تمريرة حاسمة أمام أغوا سانتا، كما شارك في مباراة فريقه، فجر الخميس، أمام نورويستي، والتي انتهت بفوز سانتوس بثلاثية نظيفة.
ولاقت لقطة لنيمار في مباراة نورويستي، وهو يستعرض مهاراته الفنية، في مراوغة الخصوم، صدى واسعًا، حيث أعادت للأذهان سحر النجم البرازيلي سابقا مع برشلونة.
ورغم أن نيمار لم يسجل أي هدف في تلك المباراة لكن إحصاءاته أظهرت تألقاً كبيراً خلال الدقائق الـ69 التي لعبها.
وأنهى النجم البرازيلي التمريرات التي حولها لزملائه في سانتوس بنجاح بنسبة بلغت 73 %، ومنها الهجمة المفتاحية لأحد الأهداف.
ونجح نيمار في المراوغة بنجاح في 3 مناسبات من أصل 4 محاولات قام بها، وفاز بخمس مواجهات ثنائية.
وفتحت نهاية مسيرة نيمار القصيرة مع الهلال التي كان يأمل الأخير أن تكون متشابهة مع تجربة الأسطورة كريستيانو رونالدو في النصر باب التساؤلات حول ما إذا كان "الزعيم" قد تسرع في هذه الخطوة وكان عليه أن ينتظر استعادة اللاعب مستواه المعهود، وقد اعتبر الإعلامي علي اليوسف رحيل اللاعب خسارة كبيرة للهلال في كأس العالم للأندية المقبل.
هل ظلمته الإصابة؟
كانت الإصابات عاملاً رئيسياً في إنهاء مسيرة نيمار مع الهلال، فمنذ انضمامه للنادي السعودي في أغسطس 2023، لم يشارك كثيرًا بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي الأمامي والغضروف المفصلي خلال مباراة مع منتخب البرازيل في تصفيات كأس العالم ضد أوروغواي في أكتوبر 2023.
هذه الإصابة أبعدته عن الملاعب لأشهر طويلة، مما حرمه من ترك بصمة قوية مع "الزعيم"، رغم التوقعات الكبيرة التي رافقت انتقاله وهو ما جعل البعض ينتقد قرار الهلال الذي كان عليه أن ينتظر تعافي نيمار من إصابته والعودة إلى مستواه.
كان توقيت إعلان رحيل نيمار عن الهلال لافتا، حيث تزامن مع بدء عودة اللاعب تدريجيا إلى مستواه المعهود وكان يسجل أهدافا مميزة في التدريبات، حتى أن اللاعب قال في تصريح له أخيرا ردا على الانتقادات التي وجهها له جورجي جيسوس، المدير الفني للهلال، بأن لياقته البدنية لم تعد تسمح له باللعب مع الفريق، إن الملعب هو الفيصل بينه وبين المدرب، وهو يرد في الملعب فقط.
ووصل نيمار حتى الآن إلى 342 دقيقة مع سانتوس في فترته الثانية وذلك على مدار 5 مباريات سجل فيهم هدفاً وصنع آخر.
وفي المقابل فإن نيمار خلال موسمه ونصف مع الهلال ما بين صيف 2023 وشتاء 2025 لم يسجل إلا هدف وصنع 3 في 428 دقيقة.
وحال شارك نيمار في المباراة المقبلة لسانتوس كاملة فإنه سيعادل كل عدد الدقائق التي خاضها بقميص الهلال.
كل ما سبق يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الهلال تعجل في قراره وكان يجب أن يؤجل قراره على الأقل حتى نهاية الموسم أم أن التحسن الحالي يندرج ضمن حماس البدايات وحتى أن الهدف الذي أحرزه نيمار جاء من ركلة جزاء لا أكثر.
موقف الهلال
ربما جعل الوضع التنافسي للهلال من الصعب الانتظار طويلًا على نيمار، خاصة مع أهمية كل نقطة في الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا للنخبة، كما أن الفريق الهلالي مقبل على مشاركة عالمية في بطولة كأس العالم للأندية 2025، ويحتاج لأن يكون كل لاعب بالفريق في أتم الجاهزية، حيث سيصطدم الفريق في مجموعته الثامنة بالعملاق الإسباني ريال مدريد، وباتشوكا المكسيكي، وسالزبورغ النمساوي.
ويمتلك الهلال حاليا مجموعة متجانسة من اللاعبين الذين يمكنهم تعويض رحيل نيمار مثل مالكوم، وسافيتش، وميتروفيتش، وفي الوقت الحالي تسعى الإدارة لتعويض النجم البرازيلي بالسعي بقوة لضم لاعب عالمي لضمه للقائمة في مونديال الأندية القادم.