الخارجية الروسية: اتفاق بين لافروف وروبيو على مواصلة الاتصالات على جميع المستويات
لطالما ارتبط اسم كريم بنزيما بالتألق والنجومية، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، ففي سنواته الذهبية مع ريال مدريد، اعتاد النجم الفرنسي على تقديم مستويات مبهرة وتسجيل أهداف حاسمة خلال الشهر الفضيل، ليصبح أيقونة كروية رمضانية.
ومع انتقاله إلى صفوف نادي الاتحاد السعودي، انتظرت الجماهير بفارغ الصبر أن تشاهد النسخة المتفجرة نفسها من بنزيما في رمضان، نسخة قادرة على قيادة الفريق نحو منصات التتويج وتعزيز صدارته للدوري.
لكن رمضان هذا العام حمل خيبة أمل مريرة لجماهير "العميد"، حيث فشل بنزيما في تكرار أمجاده الرمضانية، بل وتسبب أداؤه المتواضع في خسارة نقاط ثمينة في صراع الصدارة أمام الأخدود.
ذكريات التألق الرمضاني: بنزيما أيقونة مدريدية في الشهر الفضيل
في الماضي القريب، كان شهر رمضان بالنسبة لكريم بنزيما بمثابة الوقود الذي يدفعه نحو التألق والإبداع.
في صفوف ريال مدريد، قدم بنزيما مباريات لا تُنسى خلال الشهر الكريم، مسجلاً أهدافًا رائعة ومؤثرة، ومساهمًا في تحقيق الانتصارات والألقاب.
كانت الجماهير المدريدية تتفاءل بحلول رمضان، علمًا منها بأن النجم الفرنسي سيقدم أفضل ما لديه خلال هذا الشهر المبارك، بالأخص لأن هذا الشهر كان يوافق مراحل حاسمة من الموسم.
هذه الصورة الذهنية عن "بنزيما الرمضاني" ترسخت في أذهان عشاق كرة القدم، وجعلت الأنظار تتوجه صوبه في كل رمضان، انتظارًا لمزيد من الإبداع والتألق.
نسخة بنزيما "المتفجرة" في رمضان "العميد"
ومع انتقاله التاريخي إلى نادي الاتحاد، تضاعفت الآمال والتوقعات حول بنزيما، خاصة مع تزامن فترة حاسمة من الموسم مع شهر رمضان.
جماهير الاتحاد، المتعطشة للألقاب والبطولات، كانت ترى في بنزيما المنقذ القادر على قيادة الفريق نحو تحقيق حلم الدوري السعودي.
تخيلت الجماهير نسخة بنزيما "الرمضانية" المتوهجة التي عهدتها في ريال مدريد، نسخة قادرة على حسم المباريات الصعبة وتسجيل الأهداف الحاسمة في الأوقات الحرجة وكانت التطلعات كبيرة، والأحلام عريضة، الكل ينتظر بنزيما "الكريم" في رمضان.
أداء باهت وخسارة نقاط ثمينة أمام الأخدود
لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، رمضان هذا العام لم يكن رمضان بنزيما "الكريم" الذي عرفناه، ففي المباراة المهمة أمام الأخدود، خيب بنزيما آمال جماهير الاتحاد، وقدم أداءً باهتًا ومتواضعًا، لم يرق إلى مستوى التطلعات، ولم يكن على قدر المسؤولية.
فشل بنزيما في قيادة فريقه لتحقيق الفوز، وتسبب الأداء المتذبذب للفريق بشكل عام في خسارة نقاط ثمينة في صراع الصدارة، بدلًا من توسيع الفارق مع الهلال.
كان التعادل مع الأخدود بطعم الخسارة وبمثابة صدمة لجماهير الاتحاد، الذين وجدوا أنفسهم أمام نسخة مختلفة تمامًا من بنزيما الذي انتظروه في رمضان.
تشتيت التركيز في وقت حاسم
لم يقتصر الأمر على الأداء المتواضع في الملعب، بل امتد ليشمل انخراط بنزيما في مهاترات إعلامية واجتماعية لا طائل منها، أدت إلى تشتيت ذهنه وإبعاده عن تركيزه الأساسي وهو كرة القدم.
ففي خضم المنافسات الشرسة والأجواء الرمضانية الروحانية، وجد بنزيما نفسه متورطًا في جدل عقيم حول "الأفضل في التاريخ"، حيث رفض تصريح كريستيانو رونالدو بأنه الأفضل تاريخيًّا، وفضل عليه الظاهرة البرازيلية رونالدو نازاريو.
لم يكتف بنزيما بالتصريحات الكلامية، بل تجاوز ذلك إلى نشر منشور عبر حسابه على "إنستغرام" احتفاءً بنازاريو، ثم قام بإلغاء متابعة كريستيانو رونالدو، ليعود ويتابع حسابه مرة أخرى بعد فترة وجيزة.
انعكاس المهاترات على المستطيل الأخضر
هذه التصرفات، وإن بدت للبعض بسيطة وعابرة، إلا أنها تكشف عن حالة من التشتت الذهني وعدم التركيز يعيشها بنزيما في الفترة الأخيرة، فالانخراط في جدالات عقيمة حول الأفضلية التاريخية، والتفاعل مع تصريحات المنافسين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإلغاء المتابعات والعودة إليها، كلها مؤشرات على أن بنزيما ليس في أفضل حالاته الذهنية، وأن تركيزه مشتت بعيدًا عن المستطيل الأخضر.
هذا التشتت الذهني انعكس بشكل واضح على أداء بنزيما في آخر مباراتين تحديدًا، أمام الأخدود وقبله الخليج، حيث غاب النجم الفرنسي عن التهديف في المباراتين، وقدم أداءً أقل من المتوقع.
يبدو أن الجدل الدائر حول الأفضلية التاريخية، والتفاعل مع تصريحات رونالدو، أثر سلبًا على تركيز بنزيما، وأفقده جزءًا من بريقه وتألقه المعهود.
ففي المباراتين الأخيرتين، لم يكن بنزيما "الكريم" الذي يعرفه الجميع، بل كان لاعبًا عاديًّا، يعاني غياب التركيز والفاعلية الهجومية.