"عشوائية" التطعيم تدفع الإيرانيين للسفر إلى أرمينيا لتلقي علاج كورونا

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن الآلاف من المواطنين الإيرانيين يلجؤون إلى "الخروج من البلاد إلى دول مجاورة، للحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد".

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها نشرته اليوم الإثنين، أن "آلاف الإيرانيين المحبطين من التوزيع الحكومي العشوائي للقاحات كورونا، والذين يسعون لحماية أنفسهم من موجات الوباء المتتالية، يتدفقون برا وجوا على أرمينيا المجاورة، للحصول على التطعيم المضاد للفيروس".

وجاء في تقرير الصحيفة "تواجه إيران موجة خامسة من الجائحة، إذ أعلنت طهران و143 مدينة أخرى حالة الطوارئ من الدرجة الأخيرة، في ظل تفشي سلالة دلتا بطريقة واسعة وسريعة. خلال الأسبوعين الماضيين ارتفعت معدلات الوفاة يوميا في إيران بنسبة 62%، لتصل إلى أكثر من 16 ألفا في اليوم، وفقا لقاعدة البيانات التي أعدتها الصحيفة الأمريكية".

وتابعت الصحيفة أن "ما يقرب من 2% فقط من الإيرانيين، البالغ عددهم 84 مليون نسمة، هم الذين تم تطعيمهم بشكل كامل، وفقا لتقديرات جامعة أوكسفورد. في ظل الحظر المفروض على اللقاحات الأمريكية والبريطانية من جانب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، فإن إيران تنتظر شحنات اللقاح من روسيا والصين".

وأردفت قائلة " عبر الحدود في أرمينيا، التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة، يوجد فائض في كميات اللقاحات المتاحة للمواطنين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انتشار نظريات المؤامرة والمعلومات الخاطئة. أعلن مسؤولون أرمن في مايو أنهم سيقدمون لقاحات مجانية للأجانب دون تسجيل".

واستطردت الصحيفة قائلة إنه "تم إنشاء عيادات متنقلة في الشوارع لتسهيل وصول السياح والزوار إليها. لا يحتاج الإيرانيون إلى تأشيرة للسفر إلى أرمينيا، وتستغرق الرحلة من الحدود إلى العاصمة يريفان ما يقرب من 7 ساعات".

ونقلت عن مواطنة إيرانية تبلغ من العمر 53 عاما، أنها سافرت إلى أرمينيا برفقة زوجها، بعد تأكدهما من أن دورهما في الحصول على اللقاح في إيران سوف يستغرق أشهرا، وبالفعل كانت عملية التطعيم بسيطة للغاية في أرمينيا، لم تستغرق سوى 5 دقائق، من خلال عربة إسعاف على جانب الطريق، إذ كان الأمر يحتاج فقط إلى كشف لضغط الدم، دون أي أوراق، وسوف يعودان مرة أخرى لتلقي الجرعة الثانية خلال أسابيع.

وقالت "بارفين شامانبيرا" إن "هذا ليس خيارا مثاليا بالنسبة للإيرانيين أن يتم إجبارهم على السفر للخارج، وينفقوا أموالا كثيرة كي يحصلوا على اللقاح. لم نكن لنفعل ذلك إلا إذا كنا مضطرين".

وأردفت "نيويورك تايمز" قائلة "لم يذكر المسؤلون الأرمن عدد الأجانب الذين تلقوا التطعيمات، لكن عدد الرحلات الجوية بين طهران ويريفان ارتفع نتيجة لزيادة الطلب.. قال وكلاء السفر إن تذاكر الرحلات الجوية تم بيعها حتى أواخر آب/ أغسطس، ويقوم بعض الإيرانيين بتأجير حافلات وشاحنات أو يقودون سياراتهم الخاصة عبر الحدود، وفقا للعديد من الأشخاص الذين نظموا الرحلات".

وختمت الصحيفة الأمريكية، تقريرها قائلة "دفع نقص اللقاحات بعض الإيرانيين للجوء إلى السوق السوداء. قال مدير شركة تجارية يبلغ من العمر 37 عاما، رفض الكشف عن هويته نظرا لتصرفه بشكل غير قانوني، إنه كان يشتري لقاح أسترازينيكا، دون أن يعلم مدى قانونية هذا الأمر".