كيافينا الإيطالية.. كنز تاريخي وثقافي في جبال الألب

قد تكون مدينة كيافينا الإيطالية الساحرة غير معروفة بالنسبة للكثيرين، إلا أنها تتميّز بتاريخها، وثقافتها، ومناظرها الجبلية الرائعة، ومطبخها اللذيذ.

تقع المدينة شمال بحيرة كومو في إقليم لومبارديا شمال إيطاليا بالقرب من الحدود مع سويسرا، وقد حافظت هذه المدينة الصغيرة في جبال الألب على جزء كبير من طابعها الذي يعود للقرون الوسطى، حيث الشوارع الضيقة، والقصور، والساحات التي تضمّ نوافير المياه، إضافة إلى القلاع والكنائس القديمة، والمطاعم المثيرة للاهتمام الموجودة داخل كهوف صغيرة تُسمّى "Crotti" منحوتة في الصخر الناعم.

تاريخ كيافينا

كانت هذه المدينة الجبلية تقع على طريق تجاري رئيس بين مدينتي ميلانو الإيطالية، وميونيخ الألمانية، وكانت قلعتها نقطة إستراتيجية مهمة، لذا فقد جعلها موقعها هدفًا رئيسًا حيث تغيّرت السيطرة عليها مرات عدّة منذ العصر الروماني.

وفي مراحل مختلفة من تاريخها، كانت كيافينا جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية، وجمهورية تشيسالبيني، التي كانت تابعة لنابليون، وإمبراطورية هابسبورغ.

استثمرت العائلات التجارية الأكثر ثراءًا وتأثيرًا في كيافينا بالفن والثقافة، وتمّ بناء الفيلل الجميلة على طراز عصر النهضة إضافة إلى الحدائق، ومزارع الكروم التي كانت تملأ المدينة في ذلك الوقت. لكن كل ذلك تغيّر في 1618، عندما دمّرت المنطقة أحد أسوأ الانهيارات الأرضية في التاريخ، وأسفرت عن قتل أكثر من 1000 شخص.

قصر "فيرتيماتي فرانكي"

بمجرد الدخول إلى هذا القصر الذي يعود إلى عصر النهضة، سيخطف التصميم الداخلي الأنفاس بعظمته، حيث اللوحات الجدارية المذهلة، والأسقف الخشبية المنحوتة بشكل معقّد، وزخارف الجصّ.

وخارج القصر، توجد حديقة جميلة ذات خطوط هندسية نموذجية على طراز عصر النهضة، إضافة إلى بركة أسماك وكروم عنب، وهذا القصر هو من بين 8 كانت تملكها أغنى العائلات في المدينة، والوحيد الذي لم يدمّر في الانزلاق الأرضي، وهو يعطي فكرة عمّا كانت عليه حياة العائلات الثرية في ذلك الوقت.

شلالات "أكوافراجا"

تقع هذه الشلالات على بعد نصف ساعة سيرًا على الأقدام من القصر، حيث يتدفق سيل المياه إلى أسفل، وتتقطع رحلته بمنحدرات عدة، يشكل الجزء الأخير منها شلالًا مزدوجًا يُعَد من الأجمل في جبال الألب.

وتعد هذه المنطقة ذات المناظر الخلابة مثالية للمشي لمسافات طويلة، وتسلق الصخور، وركوب الدراجات. وتبدأ العديد من مسارات المشي من شلالات "أكوافراجا"، بما في ذلك تلك التي تتبع ما يُطلق عليه اسم "مسار البغال" المتعرّج حتى قرية سافونيو القديمة.

كهوف تملكها عائلات

هي عبارة عن كهوف ووديان تقع في تلال وجبال فاليكافينا، ويوجد المئات منها، بعضها تكوّن بشكل طبيعي، والبعض الآخر حُفر في الصخر على يد الإنسان. والمميّز في هذه الأماكن هو تيار الهواء البارد الذي يَهُب بلطف عبر الكهوف والشقوق عند درجة حرارة ثابتة تتراوح بين 7-8 درجات مئوية على مدار السنة، وتشبه هذه الأقبية الطبيعية الثلاجات حيث يمكن تخزين اللحوم الباردة، والمنتجات الطازجة، والجبن القديم.

العديد من هذه الكهوف تملكها العائلات التي تعيش هناك، ويضم العديد منها مطعمًا ملحقًا، حيث يمكن تناول أشهى الأطباق التقليدية من بينها فطائر الكستناء المطبوخة في مرق الدجاج، وعصيدة من دقيق الذرة الباردة، والبطاطس المسلوقة، والخضراوات، ومكعبات جبن " بيتا".

كنيسة سان لورينزو الجماعية

هي الكنيسة الرئيسة في المدينة، ويعود تاريخها إلى القرن الخامس، وقد تم توسيعها وتجديدها مرات عدة، وتتميز بديكور داخلي مذهل، وحدائق غناء، وبجوار الكنيسة يوجد متحف الكنوز الذي يضم مجموعة كبيرة من الملابس والزخارف الكنسية، وتماثيل خشبية من القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ورمزًا موسيقيًا نادرًا من القرن الحادي عشر.