عاجل

إعلام سوري: تسلل وتحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في درعا والقنيطرة

logo
سياحة وسفر

"سان بطرسبورغ".. عاصمة قيصر روسيا بلا سياح أجانب

 "سان بطرسبورغ".. عاصمة قيصر روسيا بلا سياح أجانب
21 يونيو 2023، 4:02 م

تلقّت السياحة في روسيا، عدة ضربات موجعة، على مدار الأعوام الثلاث الماضية، إذ لم يكد القطاع يتعافى من تأثيرات جائحة كورونا، حتى جاءت الحرب الأوكرانية، التي فرضت دول غربية عقوبات غير مسبوقة على البلاد. 

وعند الحديث عن السياحة في روسيا تذهب الأنظار، مباشرة إلى أهم الوجهات؛ وهي مدينة "سان بطرسبورغ" عاصمة القيصرالبلاد القديمة، أو كما يطلق عليها السكان المحليون عاصمة الشمال.

العقوبات الغربية بسبب الحرب على أوكرانيا وفصل روسيا عن نظام سويفت أدى إلى انخفاض دخول الأجانب بشكل كبير إلى البلاد

واقع السياحة في بطرسبورغ

تتشابك الإحصائيات التي ترصد حال قطاع السياحة في "سان بطرسبورغ"، بين تأثيرات جائحة كورونا، والعقوبات الغربية التي قسمت ظهره.

ففي شهر أيلول/سبتمبر العام الماضي 2022، ومع انتهاء الموسم السياحي، أعلن نائب حاكم المدينة فاليري موسكالينكو، أن عدد الذين زاروها 8 ملايين سائح، بزيادة تقدر بالثلث عما كان عليه الوضع، في عام 2021، حيث دخل المدينة 6 ملايين سائح فقط، ويعود السبب إلى تحسن الوضع الوبائي.

وذكر موسكالينكو في مؤتمر صحفي أن "المدينة دخلها في عام 2019 أي قبل الجائحة، 10 ملايين سائح، 5 ملايين منهم كانوا أجانب، لكن في عام 2022، كان عدد السياح الأجانب الذين دخلوا المدينة، لا يتجاوز 300 ألف شخص فقط، أي بانخفاض كبير للسائحين القادمين من خارج البلاد، وارتفاع ملحوظ في معدلات السياحة الداخلية".



الأجانب مقاطعون والروس مجبورون

يقول الخبير الاقتصادي الروسي وصاحب مجموعة سياحية في مدينة سان بطرسبورغ، أندريه نيفزلين، إن العقوبات الغربية وفصل روسيا عن نظام سويفت أدى إلى انخفاض دخول الأجانب بشكل كبير إلى البلاد.

ويضيف نيفزلين لـ"إرم نيوز" أن "عملية تخطيط أي رحلة سياحية بالنسبة للأوروبيين، لهذه المدينة باتت عملية معقدة".

ويتابع: "في البداية كان هناك رحلات بحرية تصل من الدول الأوروبية الى المدينة عبر خليج فنلندا، ولا تستغرق الوقت الكبير لقرب المسافة المقطوعة بحرا، من دول كفنلندا، وأستونيا، وحتى من السويد، لكن مع العقوبات والموقف الغربي من روسيا، توقفت هذه الرحلات بشكل شبه كامل".

ويستكمل حديثه: "لكن رغم ذلك نشهد زيادة في السياحة الداخلية، فمثلما بات السائح الأوروبي، يعاني للوصول إلى روسيا، فالسائح الروسي أيضا يعاني للخروج منها، وهو ما دفع الكثيرين للاعتماد على الوجهات الداخلية".

وأردف: "لم يعد من السهل للسائح الروسي التحرك بسهولة، واقتصرت وجهته السياحية إلى تركيا ومصر والإمارات، وهذا ما دفعه لاختيار وجهات داخلية أقل تكلفة".

تشتهر سان بطرسبورغ بجوها الإبداعي الخاص الذي يجذب الرومانسيين والفنانين والشعراء، وهي على بعد خطوتين من أوروبا حيث تبعد عن هلسنكي 400 كم


فرصة سياحية لن تعوض

من جهته، يقول مسؤول تنظيم الرحلات أنطون كورينيف الذي يعمل في إحدى الشركات السياحية في موسكو: "رغم أن السياحة القادمة من الخارج قد قلّت، إلا أن السياحة الداخلية وبحسب الإحصاءات ودراسة السوق قد زادت بنسبة 10 %".

ويرى كورينيف حول توقعاته بما يخص الموسم السياحي 2023 في حديث لـ"إرم نيوز" أن "الوقائع تقول إنه إذا دخل روسيا، وتحديدا سان بطرسبورغ كأهم وجهة سياحية في البلد، ما يقرب من 300 ألف سائح أجنبي العام الماضي، فإن هذا العدد قد يكون أقل في الموسم الحالي، خاصة أن العقوبات والعقبات قد زادت، أمام دخول السياح الأجانب".

ويضيف: "لكن نسبة السياحة الداخلية قد تزيد هذا العام بنسبة كبيرة، وهو ما قد يعتبر فرصة يجب استغلالها بالسوق الداخلية".

"يجب أن يكون هناك عروض جدية، للمواطن الروسي كي يختار وجهة داخلية، يجب أخذ العبر من الدول السياحية الكبيرة، وتطبيق العديد من البرامج السياحية، حتى يرى هذا القطاع النور"، وفق المتحدث ذاته.

ويعتبر أنطون كورينيف، أن الشركات الروسية يجب أن تتحمل "المزيد من المسؤولية في خفض تكلفة السفر، فليس من المنطق أن يكون سعر تذكرة الطيران الداخلية، تقترب من التذكرة الخارجية، وأسعار الفنادق يجب أن تكون منطقية أكثر، حتى يتم استغلال الفرصة بشكل أكبر".



بطرسبورغ، فينيسيا الشمال

تقع المدينة على ساحل خليج فنلندا، وعلى دلتا نهر نيفا، وأسسها بطرس الأول في العام 1703، وكانت عاصمة روسيا لمدة قرنين من الزمان، وشهدت هذه المدينة أهم الأحداث التاريخية وغالبًا ما تسمى المدينة "فينيسيا الشمال" بسبب هندستها المعمارية الفريدة.

 كما تشتهر "سان بطرسبورغ" بجوها الإبداعي الخاص الذي يجذب الرومانسيين والفنانين والشعراء، وهي على بعد خطوتين من أوروبا حيث تبعد 400 كم عن هلسنكي.

وتحتضن المدينة أهم المعالم التاريخية، من متحف الأرميتاج، وصولا إلى كاتدرائية القديس إسحق، ورحلات العبارات في النهر، والذي يقسم المدينة إلى شطرين.

وتعتبر المدينة متعددة الديانات حيث تستضيف 270 جماعة دينية، و229 من المؤسسات الدينية، بما في ذلك الكاتدرائيات الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية والكنائس والمعابد اليهودية والمساجد، وهناك أيضًا معبد بوذي.

وتملك كذلك أكثر من 300 جسر،21 منها متحركة، تفتح عند مرور السفن الكبيرة بالنهر، ولكل جسر منها اسم مختلف، منها جسر "القبلات" المشهور لدى العشاق، وآخر يطلق عليه اسم سيني "الأزرق"، وهو أعرض جسر في العالم (97.3 متر).

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC