قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف محيط بلدة يحمر جنوبي لبنان
في مكالمة هاتفية طال انتظارها بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.. بدا أن مسار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا لن يكون قصيراً ولا سلساً.
صحيفة وول ستريت جورنال وصفت المكالمة التي جرت بين الزعيمين بأنها لم تأتِ بجديد يُذكر سوى تأكيد أن الكرملين لا يزال عقبة أمام أي تسوية للأزمة الأوكرانية.
ورغم موافقة بوتين على تعليق الهجمات على البنية التحتية الأوكرانية لمدة شهر، فإنه رفض وقف إطلاق النار الشامل وبدلاً من ذلك قدّم مطالبه لإنهاء القتال، في خطوة تُظهر أن موسكو لا تزال تضع شروطها على الطاولة.
ترامب الذي لطالما اعتبر أن روسيا قد تكون "الشريك الأسهل" على طريق السلام يواجه الآن معضلة حقيقية، فهل يثق في بوتين لإحلال السلام، أم يضغط عليه لإبرام صفقة وفق الشروط الأمريكية؟
هذه المعضلة قد تُهدد خططه الكبرى لإعادة إحياء العلاقات مع موسكو وإعادتها إلى الساحة الدولية بما في ذلك مجموعة الدول السبع.
ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن روسيا رغم العقوبات الغربية أعادت هيكلة اقتصادها واستفادت من شراكاتها مع الصين والهند ما يجعلها أقل تأثراً بالضغوط الأمريكية، بل وتشعر بأنها تكسب الحرب مما يقلل من رغبتها في تقديم تنازلات.
على الجانب الآخر، بدا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غاضباً من نتائج المكالمة، منتقداً رفض بوتين وقف إطلاق النار غير المشروط ومحذراً من هجمات روسية جديدة في جنوب وشمال أوكرانيا.. بل إن بوتين ذهب أبعد من ذلك مطالباً أوكرانيا بوقف التعبئة العسكرية وتقليص الإمدادات الغربية من الأسلحة.
ما يثير الانتباه هو أن بيان الكرملين لم يتوقف عند أوكرانيا فقط، بل كشف عن نقاشات أوسع بين بوتين وترامب، شملت الشرق الأوسط والبحر الأحمر في دلالة على أن موسكو تنتظر تنازلات تمتد لما هو أبعد من كييف..
المفاوضات مستمرة لكن بأي ثمن لا أحد يعلم.. فرغم فشل ترامب في التوصل إلى اتفاق نهائي هذا الأسبوع لا يعني أن المحاولات انتهت، إلا أن الواقع يشير إلى أن أي تفاهم لن يكون سهلاً وأن بوتين الذي يترقب المزيد من التنازلات ليس في عجلة من أمره لإنهاء الحرب بشروط لا تناسبه.
وبلا شك، فإن طريق السلام لا يزال مليئاً بالعراقيل وأن الصراع بين واشنطن وموسكو لم يصل بعد إلى محطته الأخيرة.