اشتعلت شرارة العنف في شوارع بريطانيا، وتحولت مدنها إلى ساحات حرب مصغرة.. وما بدأ بجريمة مروعة طالت فتيات بريئات، تحول إلى صراع عنيف بين أقصى اليمين وقوى معارضة له.

ويبدو أن جماعات متطرفة استغلت هجوم الطعن بفصل لتعليم الرقص والذي أسفر عن مقتل 3 فتيات وإصابة العديد منهن لتأجيج الكراهية، فخرجت التظاهرات العنيفة إلى الشوارع، ولم تقتصر الأحداث على مدن محددة بل امتدت إلى أجزاء واسعة من البلاد من العاصمة لندن إلى أصغر المدن.

وانتشرت شائعات مضللة بأن المشتبه به في هجوم الطعن مهاجر إسلامي متطرف، لكن الشرطة أكدت أن المشتبه به ولد في بريطانيا، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن عائلته مسيحية.

وقالت الشرطة المحلية إنها ألقت القبض على 87 شخصاً على الأقل، فيما تعرضت عدة متاجر وشركات للتخريب والنهب، وأصيب عدد من أفراد الشرطة وأكدت وزيرة الدولة للشؤون الداخلية إيفيت كوبر أن "العنف الإجرامي والبلطجة في شوارعنا لن يتم التسامح معها".

وفي حادثة واحدة فقط بليفربول، شارك حوالي 300 شخص في اضطرابات عنيفة، أشعلوا النار في منشأة مجتمعية وألحقوا أضراراً جسيمة بمركز مكتبة سبيلو لين الذي تم افتتاحه العام الماضي لتقديم الدعم لأحد أكثر المجتمعات حرماناً في البلاد.

"إهانة للمجتمع ذاته"، هكذا اعتبر عمدة مدينة ليفربول، ستيف روثرام الهجوم الوحشي في المدينة ومن المرجح تنفيذ المزيد من الاعتقالات، حيث تستعد الشرطة لتنفيذ عملية أمنية كبيرة، وستنشر آلاف الضباط الآخرين في الشوارع، مجهزين بمعدات مكافحة الشغب، واستخدام تكنولوجيا المراقبة والتعرف على الوجه لضمان الأمن.

وفي ظل هذا التصعيد تواجه بريطانيا تحديات كبيرة في الحفاظ على النظام والاستقرار وسط تصاعد العنف والتوترات الاجتماعية في البلاد.