في عملية محيرة يبدو أنها فاجأت الجيش الروسي.. أوكرانيا تنفذ أكبر توغل عبر الحدود داخل العمق منذ بدء الحرب في منطقة كورسك.. ولكن ما أهمية هذه المنطقة الروسية التي يوجد فيها أكبر قوة نووية في العالم؟

تمتاز كورسك التي تبعد  عن موسكو 450 كلم إلى الجنوب الغربي، ويبلغ عدد سكانها قرابة النصف مليون نسمة، بتاريخها الغني وأهميتها الاستراتيجية سواء من الناحية الاقتصادية أو العسكرية، إذ كانت موقعًا لنقطة تحول في الصراع السوفييتي الألماني خلال الحرب العالمية الثانية وموقعًا لأكبر معركة دبابات في التاريخ.

أهميتها تكمن اليوم كونها موقع محطة الضخ الوحيدة التي توصل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، والهجوم عليها قد يوقف إمدادات الغاز  إلى الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى وجود محطة كورسك للطاقة النووية في المنطقة التي تعد إحدى أقدم محطات الطاقة النووية وأكبرها في العالم.

دوافع أوكرانيا من الهجوم تتمثل بتوجيه ضربة إلى هيبة روسيا ومعنوياتها، وإرسال إشارة إلى الداعمين الدوليين بأن أوكرانيا لا تزال في القتال، ويمكنها المناورة إضافة لتهديد الخطوط الخلفية والقوات في روسيا، ما قد يؤدي إلى انسحاب القوات الروسية التي حاولت إنشاء "المنطقة العازلة" حول خاركوف، كما أنها ربما كانت فرصة سانحة لضرب نقطة ضعيفة ومرتبطة بعمليات أوكرانية أخرى غير معلَنة.

الهجوم على المدينة في هذا التوقيت وفق مراقبين، يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على أمن الطاقة الأوروبي واستقرار الأصول الاستراتيجية الروسية. في حين تقاتل القوات الأوكرانية من أجل السيطرة، فإن أهمية هذا الهجوم تمتد إلى ما هو أبعد من الاشتباك العسكري الفوري مع ما قد يترتب على ذلك من آثار محتملة على أمن الطاقة في أوروبا.