لطالما تفاخرت إسرائيل بنظام دفاعها الجوي المعقّد الذي يعد خط دفاعها الأول في ظل التهديدات المتزايدة من شن إيران وحلفائها هجومًا عنيفًا عليها.

لكن عندما تنطلق صفارات الإنذار من الغارات الجوية يعرف الإسرائيليون جميعهم إلى أين يتوجهون إلى خط الدفاع الإسرائيلي الأخير "الملاجئ".. فماذا نعرف عنه؟

تعود جذور نظام الملاجئ في إسرائيل إلى أكثر من خمسة عقود مضت، وقد تطور ليصبح إحدى الركائز الأساسية في الدفاع المدني بعد الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها إسرائيل من العراق عام 1991، أقرت السلطات قانونًا يلزم بناء الملاجئ في كل مبنى جديد، واليوم تشكل هذه الملاجئ حصنًا منيعًا لملايين الإسرائيليين.

تنتشر الملاجئ في جميع أنحاء إسرائيل، بحيث يمتلك نحو 65% من السكان ملاجئ خاصة في منازلهم، بالإضافة إلى توفر ملاجئ عامة قريبة، وفق مسؤول أمني إسرائيلي تحديث لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.. بحيث جرى تشييدها لتتحمل معظم الصواريخ التقليدية، وبسبب هذا النظام تشير الصحيفة إلى أن الإسرائيليين يشعرون بالتوتر من جراء الهجوم الإيراني المحتمل، لكنهم غير مذعورين.

تشيّد الملاجئ من الخرسانة المسلحة والأبواب المعدنية الثقيلة، وبغض النظر عن الباب والنوافذ المحصنة، لا يمكن تمييز الغرفة التي تستخدم كملجأ عن بقية غرف المنزل الأخرى. وأضاف المسؤول للصحيفة الأمريكية أن البنية الأساسية للملاجئ مصممة لحماية المواطنين من هجمات الصواريخ بعيدة المدى، إذ صممت لتتحمل الانفجارات والشظايا الصاروخية.

وحتى لو انهار المبنى بالكامل تصمم الملاجئ في الشقق السكنية بحيث تظل قائمة ومحصنة، وهنا يوضح المسؤول أن استهداف الملجأ نفسه من المرجح أن يتسبب بقتل من بداخله، لكن من غير المرجح أن يحدث ذلك بسبب المساحة الصغيرة للملاجئ الداخلية في المباني السكنية.

وبحسب وول ستريت جورنال، فإن ثلث الإسرائيليين لا يمتلكون ملاجئ في مبانيهم، أو يعيشون بالقرب من ملجأ عام يمكنهم الوصول إليه قبل سقوط صاروخ أو قذيفة، وهؤلاء في الأغلب يعيشون بمناطق فقيرة، وشُيِّدَت قبل مدة طويلة من دخول قانون الملاجئ حيز التنفيذ.

تل أبيب تمتلك 168 ملجأ تحت الأرض و356 أخرى موجودة في المؤسسات التعليمية أو مبان البلدية الأخرى، ويمكن الوصول إلى تلك الملاذات بسهولة عبر الإنترنت، بالإضافة وجود لافتات إرشادية في الشوارع.

وبعد التهديد الإيراني بتنفيذ هجوم ضد إسرائيل عقب مقتل إسماعيل هنية، بدأ الإسرائيليون في تخزين المياه والطعام المعلب، في الملاجئ الخاصة أو المشتركة داخل المباني السكنية.