في أغسطس 2024 شنت أوكرانيا هجوما مضادا على منطقة كورسك الروسية وسيطرت على أكثر من 300 ميل مربع في الشهر الأول.. هذا التقدم رفع الروح المعنوية الأوكرانية وأرسل إشارات إيجابية للحلفاء الغربيين ومع ذلك، تصاعدت الشكوك حول جدوى هذا التقدم على المدى الطويل.

الهجوم كان غامضا في بدايته مما جعل موسكو في حالة ترقب، بينما ركزت القوات الأوكرانية على تخفيف الضغط على جبهة دونباس، تحدث الرئيس زيلينسكي عن الاحتفاظ بالأراضي كمنطقة عازلة أو كورقة تفاوض.

 مع تحول الهجوم إلى احتلال طويل أصبحت القوات الأوكرانية أهدافًا سهلة للقصف الروسي مما أثار مخاوف من تكرار مأساة معركة باخموت التي تكبدت فيها أوكرانيا خسائر كبيرة.

حتى الآن لم يوجه بوتين قواته الرئيسية من جبهة دونباس إلى كورسك بينما يواجه زيلينسكي ضغوطًا داخلية للتركيز على الدفاع عن الأراضي الأوكرانية بدلًا من التوسع في روسيا، ومع زيادة الهجمات الإلكترونية بين الجانبين تبقى هذه الحرب الرقمية عاملا حاسما قد يؤثر على مجريات الحرب.

إضافة إلى المكاسب الميدانية أحدث الهجوم على كورسك تغييرات في دعم الغرب حيث زادت الدعوات لتقديم دعم عسكري متطور لأوكرانيا مع تقدمها داخل الأراضي الروسية، ومع ذلك هناك قلق متزايد في العواصم الغربية بشأن استعداد كييف لتحمل تكاليف الاحتلال الطويل في ظل تصاعد الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية.

السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان بإمكان أوكرانيا تحويل هذا الانتصار إلى مكاسب دائمة أم أنها تخاطر بتكرار مأساة جديدة على غرار باخموت.