تحالف موسكو وبيونغ يانغ.. هل يغيّر قواعد اللعبة في الحرب الأوكرانية؟ (فيديو إرم)

تعيش أوكرانيا حالة من التوتر والقلق المتزايد الذي  نقلته إلى حلفائها الغربيين مع تكشُّف معلومات و معطيات إضافية عن نشر قوات كورية شمالية لدعم القوات الروسية في حربها مع أوكرانيا.. ويبدو أن التحالف بين موسكو وبيونغ يانغ يزداد قوة ويتطور إلى ما هو أبعد من مجرد دعم بالسلاح و العتاد، وهو ما يربك توازن القوى من وجهة النظر الغربية، وباتت أوكرانيا في قلب أزمة جديدة تنذر بتصعيد كبير يلوح في الأفق.

و"اشنطن بوست" الأمريكية تشير في تقرير مطوّل عن تحركات خطيرة حذّرت منها الاستخبارات الغربية، إذ رُصد وصول عدد كبير من الجنود الكوريين الشماليين إلى روسيا للتدريب والمشاركة في القتال على الجبهات الأولى.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفع نبرة التحذير، مؤكدًا أن آلاف الجنود الكوريين الشماليين يستعدون للانضمام إلى الصراع، واصفًا هذا التحالف الجديد بين موسكو وبيونغ يانغ بأنه "تطور عاجل" يجب أن يُؤخذ بجدية.

ورغم النفي الروسي جاءت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لتزيد الطين بلة، إذ أكد أن لدى واشنطن أدلة على وجود قوات كورية شمالية في أوكرانيا دون أن يُفصح عن هدف وجودها.

هذا التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية ليس وليد اللحظة، فقد توّج باتفاقية دفاع مشترك بين الرئيسين بوتين وكيم جونغ أون هذا الصيف.. ويرى الخبراء أن نشر الجنود الكوريين الشماليين قد يكون خطوة لتمكين الروس من الاستفادة من خبراتهم في استخدام الأسلحة الكورية وفقًا لموقع أكسيوس الأمريكي.

ويُعتقد أن ما يزيد على 260 ألف طن متري من الذخائر أرسلتها كوريا الشمالية إلى روسيا، مما مكّن موسكو من الحفاظ على معدلات إطلاق النيران المرتفعة خلال الحرب.. فيما بدأت باستخدام الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية ضد أوكرانيا مؤخرًا.

كوريا الشمالية لم تُخفِ دعمها الكامل لموسكو منذ بداية الحرب، لكنها، الآن، تستغل ظروف الحرب لتحقيق أهداف إستراتيجية عديدة  أبرزها..اختبار أحدث أنظمتها الصاروخية وتقنياتها العسكرية مما يعزز قدراتها العسكرية المستقبلية بشكل كبير.. من جهة أخرى من المتوقع أن تحصل كوريا الشمالية من روسيا على تكنولوجيا متقدمة في مجالات الصواريخ والفضاء مما يساعدها على تطوير برامجها النووية.

يرى محللون وخبراء أنه تحالف إستراتيجي بعنوانه العريض سيكون طويل الأمد بين موسكو وبيونغ يانغ، مما يضع أوكرانيا، والولايات المتحدة، وحلفاءهما أمام تحديات جديدة في ساحة المعركة الأوكرانية وخارجها.