ألست رجلا؟! ألا تريد كسب المزيد من المال؟!.. على خطى الاتحاد السوفياتي في البروباجندا، وإن اختلف الزمن والأدوات، أطلقت روسيا منذ شهور، حملة دعائية لترغيب شبابها في الالتحاق بالجيش، بعدما بات واضحا أن التنجيد الإجباري لن يؤتي بثماره على نتائج الحرب المستمرة في أوكرانيا.

الحملة التي أطلقت لتعويض آلاف القتلى والمصابين الروس، استهدفت مشاعر الرجال الذكورية تارة، وغريزة حب المال وتحسين الوضع المالي تارة أخرى، وبين هذا وذاك، تدفقت الإعلانات على تلفزيون الدولة الروسية وخصوصا أثناء النشرات الإخبارية، التي قلما تذكر أخبارا عن إصابة أو موت للجنود الروس، ناهيك عن الاستخدام الدائم لمصطلح "الحملة العسكرية الخاصة"،

بدلا من كلمات مثل الحرب أو النزاع أو الصراع...

"الأبطال".. هكذا يتم الترويج للجنود الروس دائما على كافة الوسائل الإعلامية المملوكة للدولة الروسية، حيث تحاول روسيا ترسيخ فكرة أن العمل كجندي مقاتل هو العمل الأكثر رجولة وشرفا ووطنية، داخل عقول الشباب الروس. زد على ذلك، بعض اللقطات التي تظهر فخر واعتزاز عائلة الشخص المنضم للجيش به، وتقديم الدعم النفسي له.

أما عن الامتيازات المالية التي سيحصل عليها الشاب المنضم للجيش فحدث ولا حرج، وأولها الراتب الذي سيتقاضاه والذي يبدأ من 2000 دولار شهريا، وهو ثلاثة أضعاف متوسط الدخل في روسيا، ومزايا أخرى مثل الإعفاء من ضريبة الأراضي، والتعويض عن فواتير الخدمات المنزلية، وغيرها. أما في حالة موت الجندي، فستعوض عائلته بمبلغ 50 ألف دولار،

كل هذا يتم عرضه في إعلانات على إيقاع موسيقى الروك.

الأرقام الرسمية لعملية التجنيد في روسيا قالت إن ما لا عن يقل عن 42000 ألف شخص سجلوا أسماءهم الشهر الماضي فقط، رغبة منهم في الانضمام للجيش بحسب صحيفة نيويورك تايمز. وعلى الرغم من أن الرقم قد يكون مبالغا فيه من قبل بعض السياسيين والمهتمين بالحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن نتائجه بدت في نتائج هجوم أوكرانيا المضاد الذي ظهر ضعيفا عكس المتوقع