قوات إسرائيلية تقتحم نابلس وحلحول شمال الخليل

logo
اختراق الذكاء الاصطناعي للانتخابات الأمريكية
فيديو

كيف يخترق الذكاء الاصطناعي كواليس الانتخابات الأمريكية؟

في عالم موازٍ، يصبح المستحيل ممكناً بفضل التكنولوجيا، ومع الذكاء الاصطناعي، فإن بلوغ هدف ما أضحى أكثر سهولة، فماذا إذا كان عن حروب التضليل وما يمكن لهذه الآفة المعروفة بالذكاء الاصطناعي أن تفعل؟، إذا ما استُخدمت كأداة "مصلحة" لتحقيق هدف ما. 

في الأشهر الماضية، أصبح وارداً أن يتحول الخصم صديقاً بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي يهدد اليوم واحدة من أكبر الأحداث على مستوى العالم، وربما الأهم سياسياً، الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فرأينا تايلور سويفت تتزوج غريم محبوبتها هاريس اللدود دونالد ترمب، وكامالا هاريس برفقة خصمها الجمهوري في صور رومنسية لا تدرك بأنها مفبركة لو لم يخبروك بهذا، وغيرها الكثير من لقطات التزييف، التي لا تمثل سوى شيء بسيط يمكن أن يُصنف ضمن إطار التزييف الساخر ليس إلا، ولا يشكل تهديداً كعمليات الاختراق وتضليل الأخبار والتصريحات، التي قد تسبق العملية الانتخابية في أمريكا بأيام وربما ساعات، أما المتهمون في هذا وفق الرواية الأمريكية، فهم محور ثلاثي يتكون من كل من روسيا وإيران والصين. 

إيران تلعب على وتر "المحاربين القدامى" وتستهدف كبار الشخصيات

وفق التقارير الأمريكية التي تنفيها إيران على الداوم، أنشأت إيران قرابة الـ20 شبكة وموقعاً مخصصاً للتشويش على الانتخابات الأمريكية بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وعلى مرحلتين، الأولى تتمثل بالحرب بعيدة المدى والتي بدأتها قبل أشهر عبر إنشاء مواقع تُعنى باستهداف قدامى المحاربين الأميركيين، في موقع مخصص لتشويه سمعة أمريكا واستعراض الحروب والمجاعات التي تسببت بها.

الموقع الذي يحمل اسم notourwar.com، أو "ليست حربنا" بالعربية، وضع في إحدى خاناته واحدة تسمى "المحاربين القدامى"، بهدف خلق شعور لديهم بعدم الرضا عن المرشحين الرئاسيين وإضفاء حالة من خيبة الأمل في الديمقراطية الأميركية على نطاق أوسع، عبر عشرات المقالات والمقاطع المصورة، التي ساعد الذكاء الاصطناعي في إنشائها، وفق التقارير.

بينما تفرغت شركة تُدعى Mint Sandstorm، نُسبت للحرس الثوري الإيراني، لاستهداف كبار الشخصيات المقربة من مرشحي الرئاسة الأمريكية، وفق وحدة الاستخبارات في شركة مايكروسوفت، حيث يتظاهر هؤلاء بأنهم صحفيون، عبر إنشاء صفحات خاصة بهم بمساعدة الذكاء الاصطناعي، والتواصل مع شخصيات أمريكية، كان أبرزها المستشار السياسي في حملة ترمب روجر ستون الذي تعرض بريده الإلكتروني للاختراق في آب الماضي، وفق وسائل إعلام أمريكية، بينما يتمثل الخطر الأكبر في أن هذه الحسابات قد تخترق مجدداً قبل الانتخابات بساعات قليلة، وقد يصل ما تنشره هذه المنابر "المخترقة" حينها لشريحة كبيرة من الناخبين برسائل على غرار:  إن "مركز الاقتراع الخاص بك مغلق"، أو إن "موعد الاقتراع تغير"، ما يعني بلبلة واسعة تسبق الحدث الأهم بوقت قصير. 

تلاحق أمريكا شخصيات تقود عمليات الاختراق هذه، وفرضت مؤخراً عقوبات ضد سبعة متهمين، على رأسهم مسعود جليلي، الذي قدمت واشنطن 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه أو شركائه، بما يجعل إيران تشكل أكبر تهديد أجنبي لانتخابات أمريكا الحالية وفق موقع أكسيوس الأمريكي.

استهداف الكونغرس وتضخيم القضايا الداخلية

قبل عام تقريباً أعلنت عملاقة شركات التكنولوجيا عالمياً "ميتا" بأنها أزالت وفق تقرير بلومبيرغ 160 ألف حساب مزيف أنشأته الصين، وهي حسابات تابعة لشركة "Spamouflage Dragon التي تنسبها واشنطن للحزب الشيوعي الصيني، وهي تستهدف شرائح مختلفة في أمريكا، بهدف إثارة الفتنة المجمتعية في قضايا حساسة وتضخيم الملفات الداخلية المثيرة للاهتمام قبل الانتخابات الأميركية، كالانقسام الثقافي المتفشي في أمريكا وتهميش حقوق أصحاب البشرة السوداء وغيرها، أما مؤخراً فعادت هذه الشركة لاستهداف شخصيات بعينها في الكونغرس، وهي تخطط للتلاعب بنتائج انتخابات بعض المرشحين في مجلسي النواب والشيوخ، وتحديداً أولئك الذين يدعمون تايوان في نزاعات بحر الصين الجنوبي، وفق تقارير أمريكية.

أما روسيا فلقد أنفقت وفق وزارة العدل الأمريكية 10 ملايين دولار لنشر رسائل مؤيدة للكرملين وفق رواية واشنطن من خلال شخصيات أمريكية استضافتها المنصة الممولة روسياً Tenet Media، وهي منصة تم إنشاؤها العام الماضي فقط، وتصف نفسها بأنها "شبكة من المعلقين غير التقليديين الذين يركزون على القضايا الغربية السياسية والثقافية، حيث أوقعت في فخها كبار المؤثرين اليمينيين بأمريكا عبر تصريحات اجتُزِئ منها ما يدعم سياسة الكرملين، وهي مرتبطة بستة مؤثرين بارزين، من بينهم بيني جونسون وتيم بول وديف روبين، وهؤلاء يتمتعون بـ6 ملايين متابع على منصة إكس، كما أنهم تلقوا مئات آلاف الدولارات كرواتب شهرية، ومثلها لما صوروا من فيديوهات تم تعدليها بواسطة الذكاء الاصطناعي وفق تقارير أمريكية، حتى إن هذه المنصة استضافت لارا ترامب، زوجة ابن الرئيس السابق دونالد ترامب، في مقاطع حققت ملايين المشاهدات، بينما تنفي روسيا أي مزاعم تتحدث عن محاولاتها خرق الانتخابات الأمريكية أو التشويش عليها، أو حتى إنشاء أي منصات أو شركات لهذا الغرض.

الذكاء الاصطناعي.. داء ودواء 

يقول تقرير واشنطن بوست بإن إحدى أكبر مشاكل أمريكا في التعامل مع حرب الذكاء الاصطناعي والمقاطع المزيفة، هو أن أحدث أجهزة الكشف عن هذا النوع من التضليل، تترواح دقتها وفق خبراء ما بين 25 إلى 82 بالمئة كحد أقصى، ما يعني أن هذه الأجهزة غالباً ما تخطئ في تحديد المقاطع المزيفة أو التي تم التلاعب بها، بل إنها قد تصنف المقاطع الحقيقية على أنها مزيفة في أحيان أخرى، وهو ما يُظهر مدى خطورة الذكاء الاصطناعي إذا ما وُجه بشكل سلبي، بينما وفي ذات الوقت ازداد استخدام الذكاء الاصطناعي بمتوسط 130% شهرياً خلال العام الماضي لا سيما في منصة إكس، وبات منذ عام إلى اليوم أسلوباً تلتجئ إليه حكومات الدول للتعاطي مع ملفاتها علناً، ففي اليابان مثلاً استجوب نائب رئيس الوزراء الياباني السابق فوميو كيشيدا بأسئلة طرحها CHAT GPT في مارس آذار الماضي  (ترجمة)، بينما وفي فرنسا صاغ الذكاء الاصطناعي تعديلاً لمشروع قانون أولمبياد باريس 2024، بخصوص مراقبة كل أحداث البطولة وتحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC