ما الثغرة الأمنية التي كشفت مكان نصر الله؟

تساؤلات عدة برزت حول كيفية تمكّن الاستخبارات الإسرائيلية من تحديد موقع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، واستهدافه في الضاحية الجنوبية لبيروت.. فبينما يُعرف نصر الله بحذره الشديد وإجراءاته الأمنية المُعقدة، تبقى هذه العملية مثيرة للجدل حول الثغرة التي سمحت لإسرائيل بتحديد موقعه بدقة.

وفقًا لمصادر إسرائيلية، جرى استهداف نصر الله بناءً على "معلومات ذهبية" حصلت عليها الاستخبارات الإسرائيلية مؤخراً. ويعتقد أن الثغرة قد تكون ناجمة عن إما تسريب معلومات داخلية من قبل أحد العناصر القريبة من الحزب، أو تتبّع إلكتروني متقدم من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، التي قامت برصد إشارات اتصالات حساسة أو استخدام تقنيات مراقبة عالية الدقة.

تقارير عدة تشير إلى أن إسرائيل قد اعتمدت على تقنيات متقدمة في مجال تحليل الإشارات "سيجنل انتيليجنس"، وهي تقنيات تتبع وتحديد الاتصالات الإلكترونية الصادرة من مواقع محصّنة. رغم أن نصر الله يتجنب بشكل كبير استخدام الأجهزة المحمولة أو أي وسائل اتصالات يسهل تتبعها، قد يكون هناك اختراق تقني أدى إلى كشف موقعه.

لا يمكن استبعاد فرضية الخطأ البشري، حيث يمكن أن يكون أحد القادة المقرّبين من نصر الله قد أسهم دون قصد في تسريب معلومات حيوية عبر إجراء اتصالات غير آمنة أو عبر وجوده في مكان قريب من الأمين العام في وقت حساس.

بينما لم يتم التأكد حتى الآن من مدى دقة المعلومات حول تواجد نصر الله أثناء الضربة، إلا أن إسرائيل أعلنت أن الضربة استندت إلى بيانات دقيقة للغاية. ما يطرح تساؤلاً عما إذا كان الحزب قد تعرّض لاختراق استخباراتي على مستوى عالٍ   لم يتمكن من السيطرة عليه.. وهل كانت هذه الثغرة مجرد حادثة فردية أم أنها بداية لانهيار أمني أوسع؟