ترامب: استعادة شراكاتنا الاقتصادية مع روسيا قد يضعف علاقاتها بالصين
في متاهة المشهد السوري حيث تتشابك الخيوط وتتعقد، يظل عنصر المفاجأة سيد الموقف هناك.. زمن الأحداث رغم وضوح الصراعات يبقى لغزاً محيراً تتبدل فيه المواقف وتتغير التحالفات في برهة من الزمن.
فبينما كانت النيران تلتهم الساحل السوري وسط أحداثٍ دامية جعلت الصوت الدولي يرتفع مطالباً بوقف العنف وتحرك حكومة دمشق على عجل لرأب الصدع و معالجته ما أمكن.
في غمرة هذا المشهد المأساوي يطل فجأة إعلان اتفاق وصف بالتاريخي بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ذلك الاتفاق الذي كان حتى الأمس القريب ضرباً من الخيال.
ينص الاتفاق الذي وقّعه الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد قسد الجنرال مظلوم عبدي على دمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية الجديدة.. خطوةٌ يراها البعض أهم تطور منذ سقوط حكم بشار الأسد؛ إذ يطمح السوريون إلى أن يُسهم الاتفاق في وأد أي محاولات انفصالية، ومنع أي اقتتال داخلي قد يعيد البلاد إلى الفوضى.
وبينما عجّت شوارع المدن السورية بالاحتفالات حتى ساعات الفجر، وسط آمال بأن يشكّل الاتفاق اختراقاً كبيراً في مسار بناء الدولة الجديدة، هناك من يدعو إلى التريّث محذرين من أن التنفيذ هو الاختبار الحقيقي لمدى جدية الأطراف في الالتزام ببنود الاتفاق.
يقول محللون لإرم نيوز، إن الإتفاق بحد ذاته خبر إيجابي، لكن الضغوط الإقليمية قد تؤثر بقوة على مجريات تنفيذ بنود الاتفاق ومعطياته على الأرض، خاصة أن اللاعبيين الدوليين لن يقفوا مكتوفي الأيدي.
وبالتالي؛ فإن نجاح الاتفاق مرهون من جهة بمدى قدرة قسد على مقاومة الإغراءات الخارجية التي قد تعيدها إلى دائرة المواجهة مع الدولة، ومن جهة أخرى على مدى مرونة دمشق في تلبية متطلبات السوريين الأكراد وقبولهم في الاندماج القادم.
وثمة من يرى أن هذا التفاؤل مشروط ولا بدّ من الحذر من الفخاخ السياسية؛ فالاتفاق يعزز وحدة البلاد ويُحبط المخططات الإسرائيلية الساعية إلى استغلال الأقليات الدينية والقومية لتقسيم سوريا، وعلى الدولة الجديدة التركيز على دمج مكونات المجتمع ومنح الشعب حقه في السلطة وإدارة شؤون البلاد،وإلا فإن الفرص ستضيق أكثر فأكثر على الحكومة الجديدة إقليمياً ودولياً .. فهل سيثبت الاتفاق قوته أمام العواصف السياسية والتدخلات الخارجية؟