لا يختلف اثنان على التراجع الكبير الذي تعانيه شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الداخل الإسرائيلي، بحسب مراقبين، بدءاً من موجة "التعديلات القضائية"، وصولاً إلى "صدمة" هجوم السابع من أكتوبر.
إلا أن انخفاض أسهم "نتنياهو" لا يقتصر على الداخل فقط بل ينسحب إلى الأوساط السياسية، التي يبدو أنها باتت ترى في بعض الوجوه اليمينية احتمالات أفضل منه في قيادتها.
فـ"بن غفير" الذي يحافظ على علاقة متوترة مع نتنياهو ولا يتوقف عن انتقاده ومحاصرته بشتى الطرق، يبدو أن كفَّته أصبحت الراجحة كمرشح مفضّل بين ناخبي أحزاب الائتلاف الحالية لقيادة كتلة اليمين الموالية لبنيامين نتنياهو.
وحسب استطلاع جديد للرأي أجراه معهد "لازار" للأبحاث بالتعاون مع Panel4All، لصالح صحيفة "معاريف" في الفترة من 10 إلى 11 يوليو، أظهر أن 24% من المشاركين يفضلون بن غفير، يليه رئيس الموساد السابق يوسي كوهين بنسبة 14%، وبتسلئيل سموتريش، رئيس حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف 11%.
ورغم أن "بيبي" يوصف بأنه يتفوق بحنكته السياسية على "بن غفير"، وبأنه أكثر وعياً بدهاليز "الدولة العميقة"، إلا أن من ساعده نتنياهو سابقاً للوصول إلى البرلمان يبدو أنه أصبح قادراً على سحب البساط من تحت رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتثير نتائج الاستطلاع أسئلةً عن"التحول" الذي ربما يكون قد طرأ على آراء الناخبين "اليمينيين" - بعد هجوم السابع من أكتوبر- حول الشخصيّة الأفضل لقيادة المرحلة القادمة.
فصعود أسهم "بن غفير"، بحسب مراقبين، ليس من قبيل "الصدفة" بعد أن كان منبوذاً في السابق؛ بسبب "حسه الاستيطاني الجامح" الذي عبر عنه باسم حزبه "القوة اليهودية" الذي تم إنشاؤه عام 2015، ورافقته لوائح الاتهام بأقوال وأفعال عنصرية طيلة مساره السياسي؛ فالداخل الإسرائيلي قبل حرب غزة - بغض النظر عن انتماءاته السياسية - كان ينشد "الاستقرار" بحسب محللين. وبناءً على ذلك فلم يكن "بن غفير" الذي تم إعفاؤه من الخدمة العسكرية في سن الـ 18 بسبب "أفكاره التخريبية التي تنضح بالعنف" أفضل خياراتهم.
ومن جانب آخر، لم تكن تلك المرة الأولى التي يتم تفضيل "يوسي كوهين" على نتنياهو حتى داخل حزبه؛ ففي استطلاع سابق أجري بين عشرات الآلاف من أعضاء حزب الليكود عام 2021، طُلب منهم فيه ترتيب أعضاء قائمة الحزب، وأظهرت نتائجه تفوق الرئيس السابق للموساد "يوسي كوهين" على نتنياهو كمرشح محتمل لقيادة الليكود، ولم يكن نتنياهو في المرتبة الثانية بل جاء الوزير السابق "أمير أوحانا".
وسأل الاستطلاع عينة تمثيلية مكونة من 500 إسرائيلي سيصوتون إذا أجريت الانتخابات الآن، وحصل حزب الوحدة الوطنية بزعامة بيني غانتس على 24 مقعداً في الكنيست متفوقاً على الليكود الذي حصل على 20 مقعداً، مقابل 50 مقعداً فقط لأحزاب الائتلاف الحالي، بانخفاض عن 64 مقعداً في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً.
وعند سؤال "من هو الأفضل لرئاسة الوزراء؟"، تقدم غانتس على نتنياهو بخمس نقاط مئوية (43% -38%)، بينما تقدم بينيت على نتنياهو بـ13 نقطة (48% -35%).
كل ما سبق يشير إلى أن "الليكود" بات في الخانة نفسها مع "الحزب الديمقراطي" الأمريكي.. مع اختلاف الحيثيات والظروف.. فكلٌّ منهما يبحث عن مرشّحٍ جديد بدل "الحالي" الذي لم يعد يلبي طموحاتهم وتطلعاتهم.