فاديم كراسيكوف رجل كان محور أكبر عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب الباردة، لكن لماذا كان الإفراج عن هذا الرجل تحديدا في غاية الأهمية بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى وصل به الحال إلى استقباله في المطار لحظة وصوله روسيا؟

في حديقة وسط العاصمة الألمانية برلين عام 2019 أطلق كراسيكوف النار صوب رأس مقاتل انفصالي شيشاني سابق أدى إلى مقتله، ثم ألقي القبض عليه بعد دقائق من ارتكاب الجريمة.

جريمة القتل هذه ارتكبت على مقربة من البرلمان الألماني ومكتب المستشارة أنجيلا ميركل آنذاك، وأثارت غضباً في ألمانيا أدى إلى تعقيد محاولات مبادلته بقائمة متزايدة من السجناء السياسيين الذين يرغب الغرب في إطلاق سراحهم من السجون الروسية.

وجهت إلى كراسيكوف، البالغ من العمر 58 عاما، تهمة ارتكاب ظروف مشددة خطيرة بشكل خاص وهي أشد إدانة ممكنة في ألمانيا، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة العام 2021.

وُلِد كراسيكوف في كازاخستان التي كانت آنذاك جزءًا من الاتحاد السوفييتي في عام 1965، وعمل في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي حتى أصبح قاتلا محترفا.

طوال فترة محاكمته تظاهر بعدم التعرف على المحكمة، وغالبًا ما كان ينزع سماعة الرأس التي تنقل الترجمة عندما كانت يتحدث شهود ضده، وفي إحدى المرات قال لحارس السجن: "روسيا الاتحادية لن تتركني أتعفن في السجن".

 كراسيكوف تصدّر قائمة الكرملين لأبرز الشخصيات الروسية التي شملتها عملية تبادل السجناء، وكان الرئيس فلاديمير بوتين ألمح في وقت سابق من هذا العام إلى أنه مهتم بتحرير كراسيكوف الذي وصفه بالرجل الوطني، وأصبح يركز بشكل كبير على القيام بالجهود كلها من أجل إخراجه من سجنه في ألمانيا.

بعد عملية الإفراج، قال المتحدث باسم الكرملين إن فاديم كراسيكوف هو موظف في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وإنه خدم في وحدة ألفا النخبوية والسرية التابعة للوكالة؛ ما يؤكد أنه كان في مهمة رسمية بألمانيا لتنفيذ عملية القتل العام 2019.