دول على "حافة الهاوية".. سباق تسلّح نووي "جنوني" يهدد العالم

في خضم السباق المتسارع نحو تطوير الترسانات النووية وزيادة مخزوناتها، يلوح شبح حرب نووية في الأفق أكثر من أي وقت مضى.. تقارير استخباراتية حديثة كشفت عن خطط سرية لدول تمتلك أسلحة دمار شامل، مما يثير مخاوف من وقوع كارثة عالمية قد تغير وجه العالم.. فهل نحن على حافة الهاوية؟

وفقًا لصحيفة "التلغراف" البريطانية تتزايد المخاوف في الأوساط الغربية من أن خصومهم الشرقيين أصبحوا على وشك تحقيق قفزات نوعية في تكنولوجيا الأسلحة النووية، مما يشكل تهديدًا وجوديًا يتطلب استجابة سريعة وحاسمة.

في مارس الماضي صادق الرئيس الأمريكي جو بايدن على توجيهات جديدة للتوظيف النووي، تهدف إلى مواجهة التهديدات المتزايدة من قبل الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية.. هذه الخطة التي ستظل طي الكتمان حتى مغادرة بايدن لمنصبه في يناير 2024، ستكشف عن إستراتيجيات أمريكية معقَّدة تهدف إلى تحييد خطر الضربات النووية المنسقة من قِبل هذه الدول.

ورغم أهمية هذه الخطوة إلا أنها جاءت متأخرة، حسبما أشار تقرير التيلغراف.. فمنذ تولّي بايدن منصبه في يناير 2021، تضاعفت الترسانة النووية الصينية بسرعة غير مسبوقة، حيث ارتفع عدد الرؤوس النووية من 400 إلى 500، مع توقعات بتضاعفها إلى 1000 بحلول عام 2030.

وبدلاً من الردع العسكري اختارت الولايات المتحدة التعامل مع هذا التحدي عبر الدبلوماسية.. إلا أن الجهود الأمريكية في إشراك الصين في محادثات لخفض الأسلحة الإستراتيجية التي بدأت بشكل غير رسمي في يونيو 2024، انتهت بالفشل بعد أن علّقت الصين الحوار بسبب الخلافات حول صادرات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان ومع هذا التعليق أصبح من غير المتوقع استئناف هذه المفاوضات في القريب العاجل.

وفي ظل تصاعد التوترات أبدت الولايات المتحدة موقفًا أكثر سلبية تجاه تطوير كوريا الشمالية لقدراتها النووية، وهو ما أثار قلقًا متزايدًا في الأوساط الغربية، بينما روسيا اعتبرت أن برنامج كوريا الشمالية النووي يقع ضمن حق الدفاع المشروع عن النفس؛ مما يعني دعمًا روسيًا مستمرًا لطموحات بيونغ يانغ النووية.

وبالرغم من النجاح الدبلوماسي المؤقت للولايات المتحدة في إقناع روسيا بعدم استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا، فإن الخبراء يحذّرون من أن واشنطن تبدو أقل استعدادًا لمواجهة التهديد النووي طويل المدى الذي تمثله روسيا، خاصة فيما يتعلق بعسكرة الفضاء.

تقرير الصحيفة البريطانية دقّ ناقوس الخطر في وجه الغرب الذي يتوجب عليه تسريع وتيرة تحديث قواته النووية لمواجهة الترسانة النووية المتسارعة لخصومهم الشرقيين.