حرب "الثلاث ساعات" بين إسرائيل وحزب الله. أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الحرب قد تستمر أو تتطور لحرب أوسع، أم أنها مجرد محاولة لحفظ ماء الوجه اكتفت بها مليشيا حزب الله، خاصة مع تجدد الدعوات الدولية والإقليمية لوقف تصعيد الصراع.

إسرائيل وحزب الله اللذان أعلنا أنهما حققا الهدف المنشود من هذه الحرب القصيرة جدا، لا يرغبان بالتصعيد، وفق مراقبين، ليتنفس الصعداء سكان الجبهة الشمالية، والعودة الى القواعد التي كانت قائمة قبل عملية اغتيال شكر وسط حذر شديد من اشتعال الجبهة بأي وقت، خاصة مع انتظار رد إيران المرتقب على اغتيال إسماعيل هنية في طهران.

إيران التي ما تزال تحتفظ بحساب مفتوح مع إسرائيل تتوعد برد قوي على اغتيال هنية، وآخر هذه التهديدات كان على لسان وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي أكد أن الرد على إسرائيل حتمي، وسيكون دقيقا ومدروسا.

كلمة مدروس تفتح باب النقاش حول ما إذا كان الرد الدقيق والمدروس مشابها لرد حزب الله من دون أن يؤدي لحرب واسعة في المنطقة، وسط حديث عراقجي عن أن إيران لا تبحث عن توسيع التوتر والصراع، لكنها لا تخشى إسرائيل.

حرب الثلاث ساعات هي الإعلان عن إطلاق ساعة الصفر بتوقيت المحور الإيراني لبدء الرد على إسرائيل، واستمرارها هذه المدة القصيرة يشير، وفق مراقبين، إلى أن الرد الإيراني سيكون مشابها بالشكل والتوقيت.

ترتفع أصوات في إيران تُوحي بأنها لا تريد ردًّا على إسرائيل قد يؤدي الى إشعال حرب واسعة، ومن هذه الأصوات البرلماني السابق نوذر شفيعي، الذي دعا إلى الرد بعقلانية وعدم الوقوع في فخ إسرائيل، معتقدا أن التعامل مع ملف هنية يجب أن يكون من خلال نقطتين محوريتين: أولاهما الرد على انتهاك السيادة الإيرانية باغتيال هنية على أراضيها، والثانية منع إسرائيل من الوصول إلى أهدافها التي ترمي إليها من خلال قيامها بهذا الفعل.