الجيش الإسرائيلي يقصف مستودع أسلحة لـ"حزب الله" في منطقة البقاع
كطائر الفينيق، الذي تتخذه شعارًا، ستعود غزة من قلب ركامها حية تنبض بالحياة، كعادتها على مدار أكثر من 4 آلاف عام، عندما تم بناؤها بضع مرات، بعد الحروب والحصار والأوبئة والزلازل، رغم هول ما يجري فيها حاليًّا، والذي تصفه تقارير مخابراتية أمريكية بأنه أشد حروب المدن تدميرًا في التاريخ الحديث.
شهادة كاشفة لحجم الكارثة التي حلت بغزة، جاءت على لسان أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو ومؤلف كتاب تاريخ القصف الجوي روبرت بيب، الذي قال إن ما يحدث في غزة يأتي ضمن أعلى 25% من حملات العقاب الأكثر شدة في التاريخ."، بل ويتخطى ما خلفه قصف الحلفاء للمدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.
أكثر المخيلات شرًّا، لا يمكنها استيعاب ما يجري، فقد كشف تقييم مخابراتي أمريكي، نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الجيش الإسرائيلي أسقط في أقل من ثلاثة أشهر، 29 ألف قنبلة وذخيرة على غزة، بينها قنابل "خارقة للتحصينات" تزن 2000 رطل، في الوقت الذي قصفت فيه الولايات المتحدة العراق بـ 3678 قطعة ذخيرة، على مدار ست سنوات.
الأرقام تشير إلى أن ما يقرب من 70% من منازل غزة البالغ عددها 439 ألف منزل ونحو نصف مبانيها تعرضت لأضرار أو دمرت بالكامل. حيث لم تسلم المساجد القديمة والكنائس البيزنطية، التي تعود للقرن الخامس الميلادي، والمصانع والمباني السكنية ومراكز التسوق والفنادق والمسارح والمدارس، والمستشفيات. وحتى الزرع وبساتين الزيتون. كل ذلك أضحى مشهدًا طبيعيًّا من الخرسانة المتهدمة.
وإلى جانب الخسائر التاريخة الفادحة التي لا يمكن تعويضها، فإن إعادة إعمار غزة يعد أمرا غاية في الصعوبة، وبحسب تحليل أجراه ائتلاف من جماعات الإغاثة بقيادة المجلس النرويجي للاجئين، فإن إزالة الأنقاض فقط قد تستغرق عاما كاملا، أما إعادة الإعمار، فتقول كارولين ساندز، الخبيرة في إعادة التنمية بجامعة كينغستون بلندن إنه "في أفضل السيناريوهات، سيستغرق عقوداً".
ورغم أن ما تشهده غزة حاليًّا ربما هو الأشد قسوة، فإن تاريخها الموغل في القدم يخلد حقيقة أنها في العام 332 قبل الميلاد، كانت آخر مدينة تقاوم زحف الإسكندر الأكبر؛ ما رسخ مقولة "الشعب الذي لا ينحني، متخذا طائرَ الفينيق رمزًا أبديًّا، وحتمًا ستعود غزة لتنبض بالحياة والبشر.