بعد انهيار نظام بشار الأسد، وجد الكرملين نفسه أمام اختبار صعب لمكانته على الساحة الدولية.. لم يكن انهيار هذا النظام مجرد فشل عسكري، بل شكل ضربة قاسية لروسيا، التي كانت قد دخلت الحرب السورية في 2015 بهدف دعم حليفها الرئيس.. لكن كيف تسعى موسكو للعودة إلى ساحة النفوذ؟ وما هي الخيارات المتاحة لها لتعويض خسائرها؟
في مقال للكاتبة "عنات هوشبيرغ ماروم" نشرته صحيفة "معاريف" العبرية تتناول الكاتبة تأثير انهيار النظام السوري على مكانة روسيا كقوة عظمى في الشرق الأوسط، تقول ماروم إن هذا الفشل ألحق ضررا كبيرا بروسيا على الصعيدين العسكري والسياسي، إذ فقدت العديد من القواعد العسكرية، بما في ذلك قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس. كما تراجع تأثير موسكو في نزاعات إقليمية أخرى مثل ليبيا والسودان.
لكن رغم هذه الانتكاسة تسعى روسيا جاهدة لاستعادة قوتها في المنطقة عبر خطوات دبلوماسية، تشمل التفاوض مع الإدراة السورية الجديدة، وتفعيل علاقاتها مع تركيا ودول الخليج، فضلاً عن تعزيز نفوذها في مناطق أخرى، وتشير إلى أن موسكو تُركّز الآن على القطب الشمالي وأفريقيا كفرص جديدة لتعويض خسائرها، خصوصا في ليبيا حيث تزايد النفوذ الروسي في الشرق المتوسط.
روسيا وفق الكاتبة قد تُركّز جهودها الآن على أوكرانيا، معتبرة أن تصعيد العمليات العسكرية هناك قد يكون جزءا من إستراتيجية موسكو لاستعادة توازنها في مواجهة الغرب.
على الرغم من التحديات التي فرضها انهيار النظام السوري، تواصل موسكو محاولاتها للعودة إلى ساحة القوة الدولية، مستفيدة من التحولات الجيوسياسية التي قد تتيح لها تعزيز مكانتها في كثير من المناطق الهامة حول العالم.