الخارجية الإيرانية: بدء المباحثات "غير المباشرة" بين إيران والولايات المتحدة في مسقط
يبدو أن حزب الله اللبناني قد تبنى استراتيجية جديدة في التواصل مستعيداً وسائل تقليدية كانت قد اندثرت في عصر التكنولوجيا الحديثة؛ فأجهزة المخابرات أصبحت تترصد الأنفاس قبل الخطوات ونجاح المخابرات الإسرائيلية في عملية البيجر جعلت الحزب يعود لعصر الرسائل الورقية والشفهية المشفرة في محاولة لتجنب الاختراقات الإلكترونية والتجسس التقني المتقدم.
بحسب مصادر مطلعة فإن عملية البيجر أظهرت كيف تمكنت إسرائيل من تتبع اتصالات قادة ميدانيين عبر وسائل اتصال حديثة ما دفع الحزب إلى إعادة النظر في بنيته الاتصالية بالكامل إذ لم يعد بالإمكان الوثوق بالتكنولوجيا الرقمية خاصة في ظل التطور الكبير لأنظمة المراقبة والاختراق السيبراني التي تستخدمها إسرائيل وحلفاؤها.
تشير المعلومات إلى أن الحزب بدأ في تبني أنظمة تواصل غير رقمية تعتمد على سعاة المراسلات والرسائل المكتوبة باليد وحتى استخدام تقنيات التشفير اليدوي القديمة.. هذه الخطوة تعكس تحولاً جذرياً في العقلية الأمنية للحزب لكنها تطرح تساؤلات حول مدى فعاليتها في الحروب الحديثة حيث السرعة واللحظية في التواصل تعتبر عاملاً حاسماً.
ورغم أن العودة إلى الورقيات تقلل من مخاطر الاختراق الإلكتروني إلا أنها تزيد من التحديات اللوجستية فالتواصل البطيء قد يعرقل عمليات الحزب خاصة في ظل تصاعد المواجهة مع إسرائيل واحتمالات عودة الحرب كما أن استخدام سعاة المراسلات قد يجعلهم أهدافاً محتملة للاغتيالات أو الاستجواب ما يعني أن الحزب بحاجة إلى تكتيكات أكثر تطوراً لضمان سرية المراسلات.
عودة حزب الله إلى هذه الأساليب تشبه إلى حد كبير أساليب الاستخبارات في الحروب الباردة حيث كانت المعلومات تنتقل بطرق يدوية معقدة يصعب اختراقها فهل نحن أمام مرحلة جديدة من "حرب الظل" بين الحزب وإسرائيل، أم أن التطورات التكنولوجية ستجبر الحزب على تعديل استراتيجيته مجدداً.