عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
إسرائيل وإيران
فيديو

إسرائيل وإيران.. هل تنسف حرب الاغتيالات سياسة "الصبر الاستراتيجي"؟

05 أغسطس 2024، 8:28 م

10 أشهر تقريباً مرت على صباح غزة الدامي الذي غيّر الكثير من قواعد النزاع في المنطقة، فما قبل السابع من أكتوبر ليس كما بعده، لا سيما الصراع الدائر بين إسرائيل وما يسميه الإعلام الأجنبي محور المقاومة- الموالي لإيران..

حرب اغتيالات طالت ولا تزال شخصيات تمثل عصب القرار في محور امتد صراعه مع إسرائيل لعقود طويلة، لم تشهد في تاريخها كم اغتيالات إسرائيلية بهذا الشكل لقيادات في جبهات مختلفة ومهام متعددة..

ومع كل هذا، فإن الوعيد الإسرائيلي لم يتوقف منذ 7 أكتوبر، ونيران كل ضربة هي رسالة للشرق الأوسط ككل.

إن تقرير معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية يكشف عن أكثر من 180 ضربة نُفذت عبر أذرع إيران في المنطقة، وطالت قواعد أمريكية في مناطق مختلفة منذ السابع من أكتوبر، لكنها ووفق مراقبين كانت ضمن قوة تدميرية محدودة، رغم أن عدد الهجمات خلال 10 أشهر ليس بالقليل.

ومع هذا، لم تفقد إسرائيل أو أمريكا قائداً أو شخصية بارزة على إثرها، وعلى العكس تحولت هجمات تل أبيب في شهور الحرب الأولى، من استهداف قادة لوكلاء إيران في المنطقة، إن كان بحزب الله أو حتى عبر ضربات لقادة إيرانيين بسورية والعراق، إلى استهداف مباشر يهدد إيران على العلن..

ظهر هذا جلياً حينما ضربت قنصلية طهران في دمشق، فخرجت إيران عن صبرها الاستراتيجي وأطلقت خلال ردها على إسرائيل 185 طائرة مسيرة من مختلف الأنواع و110 صواريخ أرض أرض و36 صاروخ كروز، واستمر الهجوم لمدة 5 ساعات، لكن تم إسقاط جميع الصواريخ إلا واحداً وصل صحراء النقب.

اغتيال هنية يزلزل "استراتيجية الردع الإيرانية"

من إعلانها اغتيال محمد الضيف، مروراً بضربة الحديدة والتي كانت الضربة الإسرائيلية الأولى على اليمن منذ بدء حرب غزة، وصولاً لاستهدافات قادة حزب الله بصورة غير مسبوقة، ولشخصيات لا يفوقها أهمية سوى حسن نصر الله، أمثال فؤاد شكر، وأخيراً استهداف إسماعيل هنية في قلب طهران في رسالة واضحة هدفها كسر استراتيجية الردع الإيرانية..

وتيرة الاغتيالات الإسرائيلية لا تدل وفق مراقبين إلا على يقين إسرائيلي يفيد بأن إيران لن تنفذ هجوماً رادعاً إطلاقاً، فضلاً عن أن صورة طهران باتت مهزوزة أمام أذرعها في العراق وباقي المناطق..

كما أن بعضاً من هذه الأذرع وفق تقرير بوليتيكو، لم يعد تحت سيطرة إيران بشكل تام، ومع كل هذا فإن خيارات الرد الإيرانية حالياً أحلاها مر، في ظل استراتيجية إسرائيلية تعتمد حرب الاغتيالات.

إن عدم الرد من قبل إيران يعني زيادة لفجوة الثقة وانتقاصاً من هيبتها، بينما يمثل ردها وإن كان مباشراً وقاسياً، جبهة جديدة لإسرائيل ستحاول من خلالها جر أمريكا أكثر لدائرة الصراع، وهو هدف نتنياهو منذ أشهر، خاصة بعد أن بدأت واشنطن بتحريك أسطولها وحشد 12 سفينة حربية في البحر المتوسط والخليج العربي..

أما الرد في حدود معينة وهو المتوقع، فهذا لن يعزز وفق مراقبين إلا الصورة الإيرانية المحصورة بردود لا تخرج عن قواعد الاشتباك حتى وإن أتى الرد عبر حزب الله مثلاً، فهذا لن يحفظ ماء وجه إيران.

أمريكا.. نعم لحرب الاغتيالات ولا للحرب الشاملة  

إن كلام وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الذي أكد فيه بأن أمريكا لم تكن تعلم بالضربة، يؤكد وفق مراقبين محاولة واشنطن التملص قدر الإمكان مما يجري، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل أو تداعيات عملية اغتيال هنية..

تصريح يتماشى مع موقف أمريكي بات مكشوفاً، ضوء أخضر لإسرائيل يسمح لها بتنفيذ المزيد من الاغتيالات، وبالتزامن مع ذلك دعوات دبلوماسية إلى وقف إطلاق النار والتحذير من توسيع دائرة الصراع، وهو ما يظهر في تصريحات الإدارة الأمريكية.

في ظل الحديث عن حرب شاملة لا يريدها أي طرف، تتعالى الأصوات حول أسباب توسيع إسرائيل لرقعة اغتيالاتها وابتعاد أذرع إيران عن الرد الحاسم أو بما يوازي الهجوم الإسرائيلي..

فهل يأتي الرد بالمستوى المطلوب في وقت يخيم المجهول على مستقبل الصراع، وتكثر المخاوف حول رد يخرج حدود الاشتباك عن قواعدها، ويدفع استراتيجية الصد والرد عنوة نحو إشعال حرب شاملة؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC