إعلام حوثي: غارات أمريكية تستهدف مواقع في جزيرة كمران قبالة الحديدة
إسرائيل تتخطى الحدود، وتصل دباباتها إلى مشارف دمشق بنحو 25 كيلومترًا في الجنوب الغربي، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، هذه اللحظة تأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من الاضطراب والتوترات المتزايدة، لتثير العديد من الأسئلة حول الأهداف الإسرائيلية الحقيقية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، هل هو مجرد استعراض للقوة أم أن هناك نيات إستراتيجية تتجاوز هذا التوغل العسكري؟
وكالة رويترز نقلت عن مصدر سوري قوله إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى قطنا في جنوب سوريا، وهي على عمق 10 كيلومترات داخل الأرضي السورية، من شرق المنطقة العازلة التي تفصل سوريا عن الجولان المحتل.
هذا التطور يأتي بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن انهيار اتفاقية "فض الاشتباك" بين سوريا وإسرائيل التي أُبرمت عام 1974، والتي كانت تضع حدودًا واضحة للفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان، القرار الإسرائيلي بنقل قوات الجيش إلى المنطقة العازلة التي تراقبها قوات الأمم المتحدة، يعد مؤشرًا جديدًا على تطور الوضع الميداني في المنطقة.
تصعيد إسرائيل لم يتوقف عند هذا الحد، إذ نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على الأراضي السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، وبحسب التقارير، هاجمت إسرائيل أكثر من 250 هدفًا داخل الأراضي السورية، شملت مواقع حيوية مثل قواعد جوية، وطائرات مقاتلة، وأنظمة صواريخ أرض-جو، ومستودعات أسلحة.
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل دمرت جميع القواعد الجوية السورية، عادَّة هذه الهجمات بأنها فرصة تاريخية لا تتكرر لضرب آخر ما تبقى من القدرات العسكرية السورية.
هذه الغارات المستمرة تشير إلى أن إسرائيل لا تكتفي فقط بالرد على التهديدات العسكرية المباشرة، بل تسعى إلى إعادة تشكيل الواقع العسكري في سوريا، وفي السياق ذاته، أعلن نتنياهو أن إسرائيل لا يمكنها السماح بوجود أي قوة معادية على حدودها، واصفًا الوضع الحالي في سوريا بأنه "يخلق فرصًا جديدة لدولة إسرائيل"، لكنه أضاف أن هذه الفرص تترافق مع مخاطر كبيرة.
التوغل الإسرائيلي على مشارف دمشق لم يعد مجرد حادث عسكري، بل هو علامة فارقة في التحولات الجيوسياسية للمنطقة، ومع كل ساعة تمر، تزداد الأسئلة حول مستقبل الشرق الأوسط في ظل هذه الصراعات المستمرة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل هذا التوغل العسكري الإسرائيلي هو بداية لمرحلة جديدة من الحرب في سوريا؟ أم أن إسرائيل تسعى فقط إلى تعزيز موقفها الإستراتيجي في المنطقة في ظل التغيرات السياسية الكبيرة بعد سقوط الأسد؟ وما هو الدور الذي ستلعبه القوى الدولية في مواجهة هذا التصعيد؟ ومن سيدفع الثمن في النهاية؟