ترامب يقول إنه سيكون مستعدا لإبرام صفقات بشأن الرسوم الجمركية
لطالما كانت سياسة التوسع الجغرافي جزءا من تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية..
منذ القرن التاسع عشر، بدأت أمريكا في ضم الأراضي الجديدة عبر الحروب والاتفاقيات السياسية، بهدف تعزيز قوتها الاقتصادية والعسكرية، ما مكنها من الهيمنة على الساحة العالمية.
واليوم، مع عودة دونالد ترامب إلى منصب الرئيس، عاد الحديث عن التوسع الجغرافي ليظهر من جديد، خصوصا بعد تصريحاته المثيرة حول كندا، بنما، وغرينلاند.
منذ حملته الانتخابية الأولى قدم ترامب شعار "اجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، الذي لم يكن يقتصر فقط على تعزيز القوة العسكرية والاقتصادية، بل كان أيضا يسعى لإعادة الهيبة للولايات المتحدة على المستوى الدولي..
تصريحاته الأخيرة حول رغبة أمريكا في السيطرة على غرينلاند، وإعادة فتح ملف قناة بنما، والتوترات مع كندا، تكشف عن تكتيك سياسي يستهدف الضغط على الدول الضعيفة لتحقيق مصالح أمريكية.
ولكن السؤال الأهم هنا.. هل هذه التصريحات مجرد تكتيكات تفاوضية لتحقيق مكاسب اقتصادية لحظية، أم أن ترامب يسعى فعلاً لتحقيق توسع جغرافي جديد للولايات المتحدة؟ وهل ضم أراضٍ جديدة جزء من إستراتيجيته الكبرى لتحقيق "أمريكا العظمى"؟
وبالنظر إلى التاريخ الأمريكي، تجد أن التوسع الجغرافي كان جزءا من هوية الولايات المتحدة، مثل ضم ألاسكا وهاواي، فهل يعتزم ترامب العودة إلى تلك الحقبة؟ وهل سيعيد إحياء هذه السياسة لتحقيق أهدافه؟
لا يمكن تجاهل الأبعاد السياسية الدولية.. التوسع الجغرافي قد يفتح جبهات جديدة مع قوى عالمية مثل روسيا والصين، اللتين تهيمنان على مناطق القطب الشمالي. هل يسعى ترامب لاستخدام هذه المطالب كوسيلة للضغط على منافسي أمريكا في تلك المناطق الإستراتيجية؟
أما بالنسبة للسياسات الداخلية، قد يمثل التوسع الجغرافي وسيلة لزيادة النفوذ الاقتصادي الأمريكي عبر تعزيز العلاقات التجارية، ولكن في المقابل، كيف سيتعامل مع المعارضة الداخلية التي قد ترفض مثل هذه التحركات في ظل المخاوف من تصعيد الأزمات العسكرية أو الاقتصادية؟
في النهاية ما هي الرسالة التي يحملها هذا التوسع؟ هل هو مجرد سعي لتحقيق مكاسب اقتصادية لحظية، أم أن ترامب يتبع إستراتيجية طويلة المدى لإعادة تشكيل مفهوم "أمريكا العظمى"؟
