يثير الخلل التقني التاريخي الذي شل مطارات ومصارف وشركات عالمية، مخاوف جدية من أثر التقدم التكنولوجي والربط العالمي في حدوث كوارث مستقبلية قد تكون لها تداعيات أكبر من الذي حدث صباح الجمعة.
فهل أصبح مصير العالم مرتبطا بكبسة زر؟
يلقي الخلل التقني الذي تعرضت له أنظمة مايكروسوفت، الضوء على مدى هشاشة الأنظمة التكنولوجية عندما تكون شديدة الترابط حول دول العالم، فمجرد تحديث  للمطور الأمريكي لحلول أمن المعلومات "كراود سترايك" لبرنامج مكافحة الفيروسات الخاص به، تسبب بشاشة الموت الزرقاء التي غزت أغلب دول العالم، وعبثت بالمطارات والبنوك وحتى الشبكات الإخبارية والاتصالات الخلوية.
كما يلقي العطل التقني غير المسبوق، الضوء على مدى اعتماد الاقتصاد العالمي على بعض البرامج، وهو ما يمثل خطرا جسيما في حال تعرضها للمشاكل التقنية.
خلل يثير مخاوف من هشاشة النظام الإلكتروني العالمي، يفتح شهية "العابثين" لتنفيذ هجمات بوساطة برمجيات يمس أثرها مئات الملايين حول العالم. ما قد يسبب خسائر مالية ضخمة، وشل مؤسسات ومرافق حساسة في كثير من الدول.
وهذا ما يؤكده تقرير لبلومبرغ كشف عن تعرض مايكروسوفت أكبر شركة في العالم لمنتجات الأمن السيبراني، لمشكلة تخص نظامها الأمني، بعد تعرضها لسلسلة من عمليات الاختراق في السنوات الأخيرة. كان من بينها عمليات سمحت لقراصنة إلكترونيين سرقة صناديق بريد إلكترونية خاصة بمسؤولين أمريكيين، ما أثار غضب الحكومة الأمريكية من مايكروسوفت والطلب منها لإجراء إصلاح أمني شامل يبدو أنها فشلت في تنفيذه.
العالم أصبح يرتبط مصيره بكبسة زر. نعم هي حقيقة. فبعيدا عن زري موسكو وواشنطن النوويين، هناك زر تكنولوجي قد يكون في حوزة الجميع.