فيضانات المغرب والجزائر.. القادم قد يكون أعظم

ضربت أمطار غزيرة وغير مسبوقة الجبال والصحاري القاحلة في شمال أفريقيا خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ ما أسفر عن مقتل ما يقرب من عشرين شخصاً في المغرب والجزائر، ودمار واسع في المنازل والبنية التحتية.

في المغرب، أكد المسؤولون أن الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين تجاوزت المعدلات التاريخية، بل وتفوقت على المعدل السنوي لهطول الأمطار في بعض المناطق.... هذه العواصف ضربت مناطق سبق أن شهدت زلزالاً مدمراً قبل عام؛ ما زاد من تفاقم الأزمة.

وفي الجزائر المجاورة، حيث أجرت البلاد انتخابات رئاسية نهاية الأسبوع، لقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم في ولايات الصحراء الكبرى.... وزير الداخلية إبراهيم مراد وصف الوضع بأنه "كارثي" على التلفزيون الحكومي.

أمطار فيضانية تضرب المناطق التي نادراً ما تشهد مثل هذه الكميات من الهطول المطري... الصحاري التي لا تتلقى سوى أقل من بوصة من الأمطار سنوياً، شهدت فيضانات جارفة.
التغيرات المناخية الحادة مستمرة في رسم سيناريوهات غير متوقعة.... مياه البحر الأبيض المتوسط تشهد احتراراً غير مسبوق، تقابله اندفاعات قطبية مبكرة من شمال غرب أوروبا، في إشارة إلى تشكل عواصف مطيرة قوية، قد تمتد جنوباً لتطال دول شمال أفريقيا.

الخرائط الجوية تتنبأ بمزيد من الأمطار الغزيرة في الأسابيع القادمة، مع تركيز خاص على شمال شرق وشرق الجزائر وتونس. هذه الأمطار قد تتسبب في فيضانات جديدة أكثر شدة.

فهل هذه هي البداية فقط لما هو قادم؟ مع استمرار احترار البحار والاضطرابات الجوية، يبدو أن التحديات المناخية لمناطقنا ستكون أصعب مما نتخيل.