بين طهران وتل أبيب.. هل ترسم القوى الدولية "قواعد اشتباك جديدة"؟

"تصعيد الموقف ليس من مصلحة أي طرف وتوسيع دائرة الحرب لن يكون الحل" عنوان عريض أراد محللون سياسيون التأكيد من خلاله على أن القوى الدولية وضعت محددات وسقوفا لقواعد الاشتباك الجديدة بين طهران وتل أبيب، وأن الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران قبل أيام لن يكون متبوعًا بضربات أخرى ما لم تُقدِم إسرائيل على تنفيذ أي رد غير متوقع ..
يعتبر الكثير من المحللين أن الرد الإيراني كان مدبرا ومنسقا مسبقا بدليلِ أنه جاء بعد زيارة مطولة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى الولايات المتحدة حين أدلى هناك بتصريحات عُدّت غير مألوفة في الدبلوماسية الإيرانية، قرأ فيها المراقبون رغبته بفتح صفحة جديدة مع الغرب، كما يعتبر أصحاب هذا الرأي أنّ الرد الإيراني كان خطوة "لحفظ ماء الوجه" وأنّ السياق الحالي ليس في مصلحة طهران، التي تواجه أذرعها ضربات موجعة، ما يدفعها إلى وضع كل هذه  التوازنات في الاعتبار قبل الإقدام على أي خطوة تصعيدية.
وحول موقف الإدارة الأمريكية والغرب، تذهب وجهات النظر إلى القول بأن أميركا وحلفاءها لن تدع إيران تنفذ أكثر من تلك الضربات خاصة وأنها تعلم بوجود مربّعات رُسمت لها مسبقاً للتحرك فيها وعدم الانحراف عنها.
أما على الجانب الإسرائيلي فإن الخطاب الغربي يبدو أكثر ليونة، وهو أقرب إلى منح ضوء أخضر (أمريكي تحديداً) لتصفية خصوم تل أبيب، خاصة مع العجز الذي أظهرته الإدارة الأمريكية في تحقيق تهدئة في غزة ومنع التصعيد في الجبهة الشمالية..