المرأة.. الحاضر الغائب في الانتخابات الرئاسية الجزائرية

في سباق الانتخابات الرئاسية الجزائرية حضرت المرأة في برامج المرشحين كرقم انتخابي ضروري.. لكنها غابت كلياً عن التعهدات بتعزيز دورها في المجتمع الجزائري.. ثمة من يرى أن المرأة يُنظر لها كأداة انتخابية أكثر من كونها شريكاً في صنع القرار.

و في ظل التراجع الواضح لتمثيل المرأة في البرلمان الجزائري والذي انخفض إلى 8.35% بعد أن كان 31.6% في برلمان 2012، يبدو أن المرأة الجزائرية تجد نفسها مستبعدة من المنافسة السياسية الحقيقية هذا التراجع يتزامن مع إقصاء ثلاث سياسيات راغبات في الترشح للرئاسة مما يُنظر إليه كنكسة للحضور النسوي في الساحة السياسية.

الوعود الانتخابية التي قدمها المرشحون الثلاثة عبد المجيد تبون، يوسف أوشيش، وعبد العالي حساني، ركزت بشكل أساسي على تحسين الظروف المعيشية للمرأة من خلال منح مالية لربات البيوت والمطلقات وتمديد عطل الأمومة دون أي إشارات واضحة لتعزيز دورها السياسي.

على الرغم من تقلد المرأة الجزائرية مناصب عليا في مجالات مختلفة، بما في ذلك مواقع قيادية في المؤسسة العسكرية، إلا أن المطالب المرفوعة من أجل إنصافها لا تزال تتمحور حول حقوق اجتماعية وقانونية خاصة فيما يتعلق بقانون الأسرة وحقوق الزوجة.

وفي برامج المرشحين تكررت نفس الوعود والعموميات .. يوسف أوشيش وعد بمنحة 20 ألف دينار جزائري لربات البيوت، بينما ركز عبد العالي حساني على تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية دون تقديم تفاصيل محددة.. من جانبه الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون،  أشاد بالمكاسب السياسية والاقتصادية التي حققتها المرأة خلال ولايته الأولى، داعياً النساء للمشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة.

محللون جزائريون أوضحوا لإرم نيوز أن إشراك المرأة في السياسة الجزائرية يتم بشكل انتقائي، مشيرين إلى تراجع مكاسبها بعد التخلي عن سياسة "الكوطة" أو الحصة  التي اعتُمدت في عهد بوتفليقة والتي خصصت نسبة 33% من مقاعد البرلمان والمجالس المحلية للنساء.