معطيات المعارك الساخنة في مقاطعة كورسك الروسية دخلت منحى جديدًا ربما يقلب موازين السيطرة على الأرض.. فالقوات الروسية تستعد للهجوم المضاد في كورسك لاستعادة الأراضي التي فقدتها، خلال الأيام الأخيرة، بعد التوغل الأوكراني غير المسبوق في العمق الروسي، مستغلًا ضعف الدفاعات في المنطقة.

عرَّاب الهجوم الروسي المضاد هو قوات "أحمد" الشيشانية، قوات النخبة التابعة للزعيم رمضان قديروف والتي دخلت فعليًا إلى أرض المعركة، واستعادت السيطرة على قرية مارتينوفكا في منطقة كورسك، وفقًا لما أعلنه قائد القوات الخاصة الشيشانية اللواء أبتي علاء الدينوف لوكالة الأنباء الرسمية ريا نوفوستي .. علاء الدينوف نفى سيطرة القوات الأوكرانية الكاملة على بلدة سودجا الإستراتيجية في كورسك، مؤكدًا وجود تشكيلات روسية هناك.

"أول الغيث قطرة"، هكذا يصف الخبراء دخول القوات الشيشانية التي كانت بصمة فارقة في المعارك جميعها التي شاركت فيها في أوكرانيا على مدى العامين الماضيين. أما الصمت الروسي حيال التوغل الأوكراني، في الأيام الماضية، فلا يبعث على الاطمئنان في أوروبا، فقد حذّرت تقارير غربية من تصاعد التوتر في "الحديقة الخلفية" لأوروبا، التي باتت تحت مرمى النووي التكتيكي الروسي، الذي لطالما توعدت به موسكو نظيراتها الغربية.

وفي السياق، السلطات الروسية أعلنت حالة طوارئ من المستوى الاتحادي في منطقة بيلغورود التي تقع على الحدود مع كورسك، حيث تم إجلاء أكثر من 120 ألف مواطن روسي.. بسبب تدهور الوضع  في المنطقة.

كييف أعلنت أنها تحقّق "تقدّمًا جيدًا" في كورسك، وأكدت أنها تعتزم إقامة "منطقة عازلة" فيها لحماية قواتها من القصف الروسي العنيف.  

وزارة الدفاع الروسية قالت في بيان إن قواتها مدعومة بالطيران والمسيَّرات والمدفعية، أحبطت محاولات مجموعات متنقلة معادية بمركبات مدرعة للدخول في عمق الأراضي الروسية، وألحقت بالأوكرانيين خسائر فادحة.

خبراء ومحللون يرون أن الهجوم الأوكراني على كورسك لم يحقق الهدف الرئيس المتمثل بتخفيف الضغط على جبهات الشرق الأوكراني في دونيتسك ولوغانسك التي تعاني، منذ أشهر، من هجوم روسي لم يتوقف عن قضم القرى والبلدات الأوكرانية.

الجدير بالذكر أن القوات الروسية تواصل تقدمها، حيث أعلنت، مؤخرًا، سيطرتها على بلدة إيفانوفكا الإستراتيجية في دونيتسك، ما يعكس استمرار الزخم الروسي في الصراع.