"زيارة الفرصة الأخيرة"، هي التاسعة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر، حملت الآمال لإنعاش فرصة إبرام اتفاق بين إسرائيل وحماس وتصدرت المشهد، ولكن النجاح في تحقيق هذا الهدف يبدو غير مؤكد وسط الحديث عن تعقيدات قد تؤدي إلى فشل محتمل.

تصريحات بلينكن في إسرائيل بدت محبطة لآمال كثيرين توقعوا وفقًا لحسابات اللحظة، وسياقات الزيارة وتوقيتها أن يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول مقترح رئيسه جو بايدن، والذي وافقت عليه حماس ورفضه نتنياهو.

المفاوضات وفق نتنياهو لا تتعلق بتقديم تنازلات فقط الأمر الذي يعكس مدى صعوبة التوصل إلى صفقة محتملة باتت آمالها تتبخر على الرغم من الجهود المكثفة..

ويبدو أن فرص نجاح بلينكن في إبرام صفقة لوقف إطلاق النار أصبحت محدودة، خاصة مع تصاعد التوترات على الأرض واستمرار القتال.

عنوان زيارة بلينكن الكبير لتل أبيب كان تأكيد واشنطن على الالتزام بأمن إسرائيل والدفاع عنها في ظل الحديث الإيراني عن رد موجع بعد اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران وفؤاد شكر في الضاحية الجنوبية.

نتنياهو وفق مراقبين يسعى لإفشال صفقة الأسرى وإيقاف الحرب، في محاولة منه لجر الولايات المتحدة لحرب موسعة مع إيران، واستثمارًا لحالة الضعف السياسي للولايات المتحدة التي تمر بها جراء الانتخابات الرئاسية، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

النظام السياسي في إسرائيل في حالة توتر؛ بسبب مفاوضات صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس وفق صحيفة يديعوت أحرونوت ونجاح هذه المفاوضات أو فشلها سيؤدي إلى تحولات كبيرة في النظام السياسي ستشمل حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات، في الوقت الذي ذكرت فيه إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلًا عن مسؤولين أن نتنياهو يدرك أن عدم التوصل إلى صفقة يعني تدهور الأوضاع إلى أزمة إقليمية.

الحديث عن صعوبة التوصل إلى اتفاق رغم الجولة الجديدة التي ستجري في القاهرة وانتظار الرد الإيراني وفق مراقبين قد يضع المنطقة على شفا حرب شاملة، وسط الحديث عن أن مصير الشرق الأوسط يحدد من خلال مشاورات وقف الحرب في غزة.