شهدت معركة كورسك الأخيرة تحولًا كبيرًا في مجريات الحرب الروسية الأوكرانية فقد أحرزت القوات الأوكرانية تقدماً لافتاً يعكس التحديات التكتيكية التي تواجهها موسكو في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين..

لم تكن هذه المعركة مجرد فشل روسي في تقدير نوايا الأوكرانيين، بل هي نتيجة لسلسلة من الأخطاء المتكررة التي تجاهلت قدرات كييف، مما أفسح المجال أمامها لتحقيق اختراقات استراتيجية.

استعادت أوكرانيا أجزاء كبيرة من أراضيها، بما في ذلك مدينة خاركيف ذات الأهمية الاستراتيجية، في هجوم خاطف يُشبه تلك التكتيكات التي استخدمها الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.. ومع أن الصراع في أوكرانيا لم يشهد هيمنة جوية لأي من الطرفين، إلا أن أوكرانيا استغلت نقاط ضعف القوات الروسية بفعالية من خلال استراتيجيات هجومية ذكية.

في كورسك استندت أوكرانيا إلى تكتيكات هجومية مستوحاة من معاركها السابقة في خاركيف، حيث قامت بعمليات تشويش إلكتروني ضد الطائرات الروسية المسيّرة، مما عطل قدرتها على تحديد الأهداف وتوجيه المدفعية الروسية بدقة.. هذا التعطيل سمح لأوكرانيا بتنفيذ ضربات دقيقة على مواقع الدفاعات الروسية، ومن ثم تقدم القوات البرية بسرعة عبر الأراضي المؤمّنة.

تكتيكات الحرب الهجينة التي اعتمدتها كييف، وهي مزيج من الأساليب التقليدية وغير التقليدية، ساهمت في تقليص الفجوة بين القوات الأوكرانية وروسيا، خاصة مع الدعم الاستخباراتي الغربي الذي تلقتْه كييف

يعمل الجيش الروسي حاليا على زيادة مهاراته وقدرته على الاستجابة والتكيف مع نقاط الضعف التي كشفت عنها الحرب، مع أن اختراق كورسك سوف يكون نقطة مفصلية ستغير شكل الحرب تماما، على الأقل من وجهة نظر الكرملين بادئ ذي بدء، سوف تكثف موسكو جهودها لمنع الولايات المتحدة والغرب من دعم أوكرانيا بأسلحة ذات مدى أوسع، وفي الوقت نفسه ضبط التقدم الشرقي لخصمها ومحاولة عكسه في أقرب فترة ممكنة.