قبل نحو عام واحد، ترقب العالم بأكمله ما سيؤول إليه الوضع في روسيا، بعد عملية تمرد أطلق عنانها يفغيني بريغوجين زعيم مجموعة "فاغنر" وطباخ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن الترقب والانتظار لم يطل، فالتمرد انتهى قبل أن يبدأ بحسب وصف البعض، وبعد شهرين من تلك الأحداث تحطمت طائرة بريغوجين، ولم ينج أي من الركاب، فأين فاغنر الآن وما هي مصائر المجموعة الغامضة؟

 إنه المصير المجهول، هكذا تقول مضامين التقارير التي جُمعت معلوماتها بصعوبة بالغة، فهناك قسم من فاغنر توجه إلى معسكرات في بيلاروسيا، وقسم آخر إلى إفريقيا حيث كانت فاغنر موجودة منذ فترة طويلة لكن تسلسل الأحداث جعل مجموعاتها تنضم إلى مجموعات أخرى تابعة لوزارة الدفاع الروسية..

تقول التقارير الأمريكية إن السلطات الروسية اتبعت أسلوب " فرّق تسد " مع فاغنر فحاولت توزيع المجموعات التابعة لها في جميع أنحاء العالم بما في ذلك إفريقيا وأوكرانيا إلى أربع مجموعات على الأقل.

وفيما يتعلق بالمجموعات الجديدة التي تشكلت على أنقاض فاغنر فهي قوات متحالفة مع الحرس الوطني الروسي، جرى نقلها بالفعل إلى أوكرانيا، إضافة إلى وجود مجموعتين تعملان تحت سيطرة وزارة الدفاع وأجهزة المخابرات في موسكو، ومجموعة رابعة عرفت باسم "فيلق أفريقيا" هدفها التحالف مع مجموعات أخرى تعرف باسم "ريدوت" وتسعى إلى السيطرة على قوات فاغنر الموجودة سابقًا في بعض العواصم الأفريقية من أجل حل المهام واسعة النطاق والمعقدة خارج الحدود الروسية ..  

حيث يرى مراقبون أن الترتيبات الجديدة لموسكو على إرث بريغوجين لها آثار واسعة النطاق على الجغرافيا السياسية خاصة في أفريقيا حيث يمكن أن تقوض جهود الإدارة الأمريكية في إقامة علاقات دبلوماسية مع الأنظمة المشكلة حديثًا.