بعد فوز "بزشكيان".. ماذا سيتغير في سياسة إيران؟

أسئلة كثيرة تدور في ساحة السياسة الإيرانية بعد انتخاب مسعود بزشكيان رئيسًا جديدًا للبلاد، فما الذي يمكن أن يتغير في سياسة إيران التي يحكمها التشدد الديني أيًا كان الرئيس واسمه؟

إن نسختين من الانتخابات الإيرانية الأولى قبل سنوات والثانية مؤخرًا، شهدتا إقبالًا ضعيفًا بالأرقام للإيرانيين المستائين من حال البلاد وتردي الوضع الاقتصادي، الذي دفع الكثير منهم للاحتجاج في الشوارع مطالبين بتغيير نظام الحكم في البلاد، قبل أن يستقبلوا الطبيب والجراح من التيار الإصلاحي بزشكيان الذي باشر عمله بتغريدة قال فيها: أمامنا طريق صعب ولا يمكن تجاوزه إلا بتعاطفكم وثقتكم وتعاونكم.

يرى مراقبون أنه من المستبعد أن يحدث الرئيس المقبل أي تحول كبير في السياسة بشأن برنامج إيران النووي أو تغيير في دعم الجماعات المسلحة بأنحاء الشرق الأوسط، فأمور كهذه يبت فيها المرشد الأعلى، إلا أنه سيدير المهام اليومية للحكومة ومن الممكن أن يكون له تأثير في تغيير لهجة إيران الخارجية وزيادة الانفتاح الدبلوماسي مع الغرب، ومع أمريكا تحديدًا بعد التطورات الأخيرة.

تطرق بزشكيان في حديثه وإطلاته عن المرأة لأكثر من مرة، تارة عن وضعها السياسي في إيران وتارة حول الحجاب الإجباري مثلًا حيث قال إن السلطات تحاول منذ 40 عامًا السيطرة عليه لكن الأمور تزداد سوءًا، وهو ما قد يمثل أملًا بتغيير واقع المرأة في إيران مع رئيس يهتم لقضاياها، خاصة وأنه شخص عُرف عنه دعمه للتحرر الاجتماعي والتعددية السياسية بينما تركزت وعوده على ما أسماه العدالة الاجتماعية، وإشراك الأقليات العرقية في حكومته، بل وتخفيف القيود المفروضة على شبكة الإنترنت.

لكن ووفق مراقبين فإن قائمة الوعود تصدم بواقع صلاحيات محدودة للرئيس في إيران، الذي يحتاج موافقة المرشد الأعلى لتعيين قائد للشرطة، وهو ما يجعل السياسة الإيرانية تدور في دائرة مفرغة وهذا واحد من الأسباب التي امتنع بسببها إيرانيون كثر عن التصويت، فهل يخالف بزشكيان التوقعات محدثًا تغييرًا ملموسًا ومخرجًا إيران من حرجها الاقتصادي؟