تطورات الحرب على الأرض الأوكرانية لا تقتصر على المعطيات الميدانية من تقدم أو انسحاب أو خسائر بشرية ومادية .. فعقلية الأوكرانيين ومواقفهم من الحرب بدأت تتغيّر مع مرور الوقت دون وجود أي أفق لإنهاء الحرب عسكرياً أو سياسياً حتى الآن.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن عدداً قياسياً من الأوكرانيين أصبحوا يؤيدون تسليم الأراضي لروسيا لإنهاء الحرب والحفاظ على بلدهم كدولة مستقلة.

وبحسب معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع، فإن واحداً من كل 3 أشخاص أو 32% من الأوكرانيين يقولون إنهم سيوافقون على التنازل عن أراضٍ لموسكو من أجل تحقيق السلام.

صحيفة "التايمز" البريطانية قالت إن هذا العدد القياسي ارتفع بشكل ملحوظ إذ أظهر استطلاع العام الماضي أن 10% فقط منهم يؤيدون ذلك. 

هذا الاستطلاع الذي شارك فيه 1000 أوكراني تم التواصل معهم عبر الهاتف و بشكل عشوائي وفقاً للتايمز، بينما قالت الصحيفة إن 55% من المستطلعين أكدوا أنه لا ينبغي أن تستسلم أوكرانيا لمطالب روسيا لأن ذلك سوف يجعل بوتين يتمادى للاستيلاء على المزيد من الأراضي.

عمدة كييف فيتالي كليتشكو قال في تصريح صحفي "إن الرئيس زيلينسكي سيحتاج على الأرجح إلى إجراء استفتاء قبل اتخاذ أي قرارات بشأن التنازل عن الأراضي، وسيواجه رد فعل عنيفًا إذا فعل ذلك"

فمن المستحيل التوصل لمثل هذه الاتفاقيات التي وصفها بأنها "مؤلمة ومهمة" دون أخذ رأي الشعب. وأضاف "رئيسنا يخاطر بالانتحار السياسي". 

فالوضع الميداني يزداد صعوبةً، والانتصار في الحرب يتطلب دعماً أكبر بكثير من الحلفاء الغربيين والقتال لعامين آخرين سيكون كابوساً على الأوكرانيين وفقاً لعمدة كييف .

بينما تبددت آمال الأوكرانيين في النصر على الروس، حين فشل الهجوم المضاد العام الماضي، وارتفع عدد الضحايا بسببه. 

أمّا الزعيم الروسي بوتين، فقالها صراحةً إن الحرب لن تنتهي دون تنازل كييف عن مناطق دونيتسك وخيرسون ولوهانسك وزابوريجيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، إضافةً للتخلي عن طموح أوكرانيا في الانضمام لحلف شمال الأطلسي.