زعيم حركة حماس يحيى السنوار يتحدى الزمن والتكنولوجيا باستخدام نظام بدائي، ولكنه معقد، لإخفاء تحركاته وتوجيه قواته، في ظلال الأنفاق وتحت الأرض، ينسج السنوار خيوط اللعبة، بينما تواصل إسرائيل البحث عنه دون جدوى.

نظام بدائي ومتطور في آن واحد يحمي حياة يحيى السنوار من قبضة إسرائيل وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، حيث يعتمد على رسائل مكتوبة ورسل في مواجهة أخطر ملاحقة استخباراتية.

منذ سنوات تجنب السنوار استخدام الهواتف أو الرسائل الإلكترونية التي يسهل تعقبها مفضلاً اللجوء إلى الرسل والنصوص المكتوبة بخط اليد.

هذا النظام يعود إلى عام 1988، طُور أثناء فترات اعتقال السنوار في السجون الإسرائيلية، ويقوم على نقل الرسائل عبر سلسلة من الرسل، بعضهم مدنيون، ويتم تشفير الرسائل برموز مختلفة، هذه الطريقة الفعالة جعلت من الصعب على إسرائيل تحديد موقعه، رغم أنها تمتلك واحدة من أكثر شبكات الاستخبارات تطوراً في العالم.

في نظام الاتصال البدائي الذي اعتمده السنوار داخل السجون الإسرائيلية، كانت الرسائل تُخفى بطريقة ذكية ومبتكرة، كان أعضاء حماس يصنعون كرات صغيرة من الخبز الأبيض، ويضعون بداخلها الرسائل المكتوبة بخط اليد، بعد ذلك تُجفف هذه الكرات لتصبح صلبة بما يكفي ليتم رميها عبر أقسام السجن.

تلك الكرات كانت تُرمى بين الأقسام المختلفة للسجن، حيث ينادي من يرميها: "رسائل من المقاتلين من أجل الحرية!"، في إشارة إلى أن الرسالة آمنة ويمكن تسليمها.

هذا النظام استمر حتى خارج السجون، حيث أصبح جزءًا من تكتيكات السنوار السرية في التواصل بعيدًا عن الرقابة الإلكترونية التي تستخدمها إسرائيل.