logo
ابن سينا
فيديو

"أرسطو الإسلام وأبو الطب".. من هو أبو علي الحسين ابن سينا؟

28 أغسطس 2024، 10:01 ص

"أرسطو الإسلام" و"أمير الأطباء" و"أبو الطب" و"الشيخ الرئيس".. وصف بأنه يمتلك عقلًا نبيهًا وفطنًا كالأديب يوهان غوته.. ويتسم بعبقرية وإبداع الفنان ليوناردو دافنشي.. أسهم بكفاءته وعلمه ونبوغه في نهضة الحضارة الإسلامية وتقدمها وارتقائها، وقدَّم إنتاجًا علميًّا لا يزال العالم يعتمد عليه حتى اليوم.. من هو العالم والطبيب والفيلسوف أبو علي الحسين ابن سينا؟

ولد الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي المشهور بـ"ابن سينا" عام 980 ميلادي في قرية أفشنة الواقعة الآن في أوزبكستان حيث تنتسب إليها والدته، وتسمى "ستارة" أما والده، فكان من بلخ في أفغانستان، ثم انتقل إلى بخارى.

يعد ابن سينا أحد أهم المفكرين الموسوعيين في العصور الوسطى والمرجع الأساس للكثير من العلوم لعدة قرون.. حيث نبغ في العديد من العلوم والمعارف قبل سن العشرين؛ إذ طاف البلاد، وناظر العلماء واتسعت شهرته، وعمل في السياسة، وتقلد الوزارة وكان يُنفى تارة، ويسجن تارة أخرى حتى إنه اتُّهم بالإلحاد والزندقة.

 الرسومات الشارحة التي حفلت بها مخطوطاته أثبتت أنه كان رسامًا موهوبًا كما كان أديبًا وشاعرًا وموسيقيًّا يحسن العزف على العود وعني بالموسيقى سماعًا ودراسة نظرية، ونسب إليه علي واجد خان اختراع آلة الطنبور في كتابه "مطلع العلوم" وهناك من نسب إليه اختراع العود.

كان ابن سينا متقنًا الفارسية والعربية لغة العلم حينذاك، ويظهر من أخباره أنه تميز بذاكرة قوية وذكاء من النوع الذي يظهر قبل أوان ظهوره عند أشباهه في السن والمواهب، وكان طموحًا وشديد الاعتداد بنفسه، ويتمتع ببنية جسمانية قوية وبحدة النظر والسمع، وحفظ سيرته في مرحلة ما من سنوات عمره الأخيرة، حيث أملاها على تلميذه أبو عبد الله الجوزجاني الذي لازمه أكثر من 25 سنة.

درس ابن سينا علم الطب وهو دون سن الـ15 عامًا في أنفس الكتب، وما إن بلغ سن الـ16 حتى أحكم هذا العلم، وأصبح من أعلام الطب في عصره.

عندما شاعت شهرته استدعاه سلطان بخارى ليتولى علاجه من مرض عضال، فنجح فيما عجز الأطباء عن تحقيقه وهو حينئذ في سن الـ17، فقرّبه وسمح له باستخدام مكتبته، لتبدأ رحلة "أمير الأطباء" مع الفلسفة.

لابن سينا الكثير من الابتكارات التي ما زال يعتمد عليها في الطب الحديث، ومنها حقن الدواء بالإبر تحت الجلد واستعمال التخدير في العمليات الجراحية ويعدان أهم اكتشافين في الطب الباطني والطب الجراحي.

 المؤرخ البلجيكي ألفريد جورج ساتون وصفه بإنه "ظاهرة فكرية عظيمة ربما لا نجد من يعادله في ذكائه ونتاجه الفكري الذي يعد مرجعًا في الفلسفة في القرون الوسطى، ولست أدري كيف اتفق لابن سينا أن ينتج هذا الإنتاج الضخم وسط حياته القلقة المضطربة، فلم يكتب كتبه التي بلغت 276 في بلد واحد ولا في فترة متصلة ولا في دولة واحدة، وإنما كان يحرر رسائله الصغيرة أثناء رحلاته".

توفي ابن سينا عن سن ناهز 58 عامًا يوم الجمعة الأولى من شهر رمضان عام 1037 ميلادية وكان سبب وفاته داء القولنج وهو داء الإمساك الشديد، إذ كان يبالغ في أخذ الحقن والأدوية لمعالجته، فسببت له تقرحًا في أمعائه، وقيل إنه في مرض وفاته "اغتسل وتاب، وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم على من عرفه وأعتق ممالكه، وجعل يختم القرآن كل ثلاثة أيام".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC