15 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية للمعارضة التركية (بلدية اسطنبول)
لطالما كان لاعباً محورياً في السياسة السورية .. مخضرمٌ ويجيد صياغة القرارات الحساسة في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد .. فاروق الشرع أحد أبرز رموز النظام السوري السابق.. بعد سنوات من الإقامة الجبرية عاد ليخطف الأضواء مجدداً بلقائه القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.
هذا اللقاء الذي أُعلن عنه مؤخراً حمل مفاجأة مدوية في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث دُعي الشرع لحضور مؤتمر حوار وطني شامل يهدف إلى بلورة ملامح "سوريا الجديدة" بعد سقوط نظام بشار الأسد.
فيما يتساءل نشطاء ما إذا كان الدبلوماسي العتيق هو الرجل الذي سيكلّف بإدارة الحوار الوطني المقبل؟.
وُلد فاروق الشرع في مدينة درعا عام 1938 ليبدأ مسيرته المهنية في مجال الطيران قبل أن يتوجه نحو عالم السياسة.. دراسته الجامعية بدأت من دمشق حيث تخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1963 وانتقل بعدها لدراسة القانون الدولي في جامعة لندن عام 1971 ما جعل منه شخصية متفوقة في مجال القانون الدولي وساعده في تعزيز حضوره في الساحة السياسية السورية.
شرع في العمل الدبلوماسي عندما عُين سفيراً لسوريا في إيطاليا، بين عامي 1976 و1980 ثم استمر في سلسلة من المناصب حتى أصبح وزيراً للخارجية وهو المنصب الذي شغله لمدة 22 عاماً وشغل بعدها منصب نائب رئيس الجمهورية بين عامي (2006 و 2014).. تراجع نفوذه تدريجياً خاصة بعد استبعاده من القيادة القطرية لحزب البعث في 2013..
ومع بداية عام 2012 ظهرت أنباء عن انشقاق الشرع عن النظام لكن مكتب فاروق الشرع نفى ما تم تداوله مؤكداً أنه "لم يفكر في ترك الوطن".
وعلى الرغم من التأكيدات الرسمية أفاد مروان الشرع، قريب فاروق، لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الشرع كان قيد الإقامة الجبرية في منزله بضواحي دمشق، حيث مُنع من مغادرة المدينة طيلة هذه الفترة في حين تم سجن سائقه ومرافقه الشخصي بتهمة تسهيل محاولة انشقاقه.
في عام 2015 أصدر فاروق الشرع كتاباً يحمل عنوان "الرواية المفقودة" الذي اعتُبر شهادة تاريخية مهمة حول الأحداث السياسية في سوريا ولبنان وفلسطين وتفاصيل المفاوضات السورية-الإسرائيلية التي لم يُكشف عنها سابقاً.
عُرف الشرع بقدرته على المناورة في بحر السياسة الواقعية.. ورغم قربه من حافظ الأسد كانت مواقفه أقل حدة مقارنة بغيره من رجال السلطة خصوصاً خلال بداية الأزمة السورية وترأس الشرع مؤتمرا للحوار الوطني عام 2011 والذي كان محاولة جادة لحل الأزمة داخلياً لكن لم يكتب له النجاح حينها.
في عمر 86 يعود الشرع إلى الواجهة مجدداً، ومع الدعوة التي تلقاها لحضور مؤتمر حوار وطني شامل يُثار التساؤل عن الدور الذي قد يلعبه فاروق الشرع في إعادة تشكيل المشهد السياسي في سوريا الجديدة.