ترامب يصف جامعة هارفرد بأنها "مهزلة" ولا تستحق التمويل الفدرالي الأمريكي
منذ بداية الصراع السوري، كانت إسرائيل تراقب عن كثب ما يحدث على حدودها، خاصة مع تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة.. اليوم، تشير تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إلى رؤية جديدة قد تفتح صفحة جديدة في العلاقات الإسرائيلية مع الأقليات السورية.. ولكن ما الذي تعنيه هذه التصريحات بالنسبة للمستقبل السياسي في سوريا؟
ساعر، في حديثه الأخير خلال مؤتمر أمني، قال إن "الأقليات" في سوريا مثل الأكراد والدروز، يمكن أن يكونوا حلفاء طبيعيين لإسرائيل في المنطقة.. هذا التصريح يفتح باباً جديداً لفهم سياسة إسرائيل تجاه هذه الجماعات.. مع تزايد النفوذ الإيراني وحزب الله في سوريا، يبدو أن إسرائيل تسعى إلى تقوية علاقاتها مع الأقليات المحلية لتأمين مصالحها الأمنية والإستراتيجية.
ولكن كيف تترجم هذه العلاقات إلى دعم سياسي وعسكري؟ الأكراد، على سبيل المثال، يتعرضون لضغوط من حكومة دمشق ومن القوات التركية، وهم يعتبرون أنفسهم في حالة تحالف ضمني مع إسرائيل في مواجهاتهم ضد تهديدات متزايدة، في الوقت ذاته، يعتبر الدروز في المنطقة الجنوبية من سوريا أقلية لها علاقات تاريخية مع إسرائيل، وتعتبر إسرائيل هذه الجماعات فرصًا لحماية أمنها الداخلي من تهديدات متعددة.
التصريحات التي أدلى بها ساعر، عندما أشار إلى أن "مستقبل سوريا قد يكون فيدراليًا"، تعكس تحولًا كبيراً في سياسة إسرائيل تجاه سوريا.. الفيدرالية، التي تمنح الحكم الذاتي للأقليات، قد تكون الحل الأكثر توافقاً مع مصالح إسرائيل؛ إذ يعزز هذا من فرص تحقيق استقرار في المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة المركزية، مع ضمان عدم توسع نفوذ إيران وحزب الله في الأراضي السورية.
إسرائيل كانت تدير منذ سنوات علاقات هادئة مع بعض الجماعات الكردية في شمال سوريا، ولكن تصريحات ساعر قد تفتح الباب لتعميق هذه العلاقات، كما أن إسرائيل، التي تتمتع بعلاقات قوية مع بعض القوى الإقليمية، مثل الولايات المتحدة، قد تستخدم هذه العلاقات لممارسة ضغوط دبلوماسية على دمشق، بل وحتى على طهران، لضمان عدم تشكيل تهديدات جديدة على حدودها.
على الرغم من أن هذه السياسات قد تبدو محفوفة بالمخاطر، إلا أن إسرائيل تتبنى خططاً استباقية لمواجهة التحديات المستقبلية في المنطقة، العلاقة مع الأقليات السورية قد تمثل أداة فعالة في تحقيق أهدافها الأمنية في ظل الصراع السوري المستمر.
وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم.. كيف ستؤثر هذه التحولات على مواقف اللاعبين الدوليين مثل الولايات المتحدة وروسيا؟ وهل سيترجم الدعم الإسرائيلي للأقليات السورية إلى سياسة مستقلة تعمل على تغيير خريطة القوى في سوريا؟