6 غارات أمريكية على مواقع حوثية غربي تعز
إنها ليست مجرد مدينة تحيط بها القرى والبلدات، حمص ثالث كبرى مدن سوريا، والشريان الاقتصادي الرابط بين دمشق وحلب.. فماذا لو سيطرت الفصائل المسلحة عليها؟
بين نفي أنباء انسحاب قوات الجيش السوري وتأكيد تقدم الفصائل المسلحة، ينتظر العالم ما سيدور في مدينة تعد مفصلية في الصراع الدائر في سوريا..
البداية من موقعها الإستراتيجي، حيث تقع وسط سوريا بين دمشق والساحل، إلى جانب كونها نقطة رئيسة بين حماة وإدلب وحلب، والعاصمة دمشق؛ ما يجعلها غطاءً شماليًا إستراتيجيًا للعاصمة السورية.
وبالإضافة إلى أن حمص تُعتبر عقدة مواصلات مركزية، فهي تضم عددًا من القواعد العسكرية المهمة الإيرانية والروسية.
وفي لغة الأرقام فإن إيران لديها 67 موقعًا عسكريًا في حمص، بينما تمتلك روسيا 4 مواقع، كما أنها تضم مجمعًا للكليات العسكرية والفرقة 11 والفرقة 18 وقيادة المنطقة الوسطى التابعة للجيش السوري.
جميع ما سبق يجعل من حمص مدينة ذات أهمية عسكرية بالغة، مع الإشارة إلى أن النقاط العسكرية الروسية والإيرانية والسورية ليست وحدها التي جعلت من حمص منطقة مفصلية خاصة إذا ما تحدثنا عن طرق الإمدادات.
"الوجود الإيراني في خطر"، هذا ما قاله محللون وخبراء طرق الإمدادات؛ فحمص تشكل أهمية إستراتيجية لمشاريع الحرس الثوري في منطقة الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بالممر الإيراني الذي يربط طهران ببيروت، حيث عمل الحرس الثوري خلال السنوات الماضية على تنفيذ حلمه بإقامة ممر بري يربط طهران ببيروت، وبات الانتقال من طهران إلى العراق ومن ثم إلى سوريا ومنها إلى شواطئ البحر المتوسط في سوريا ولبنان متاحًا؛ الأمر الذي فتح الطريق أمام عمليات تدفق الأسلحة وعناصر الأذرع التابعة للحرس إلى العراق، سوريا ولبنان.
كما أشار خبراء عسكريون إلى إن السيطرة على حمص تؤمن للمسيطر التحكم بمناطق عدة منها أرياف حلب ومحافظات دمشق واللاذقية، إضافة إلى التحكم بالمنطقة الحدودية مع لبنان، إلى جانب تأمين التواصل مع محافظة دير الزور ومناطق البادية، وبالتالي فإنه من الممكن اعتبارها وحسب خارطة الانتشار الأخيرة آخر ورقة إستراتيجية إيرانية.
لذلك، فإن معركة حمص ربما ستكون من أعنف المعارك، وفي حال خسارتها فذلك سينعكس على المشهد العسكري في كل المناطق السورية، خاصة مع وجود قوى إقليمية ودولية تتنافس على الأرض.