في ليلة ملتهبة، شنت روسيا موجات متتالية من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة، مستهدفةً عمق كييف ومدنا أوكرانية أخرى، في أعقاب أكبر هجوم تشهده الحرب منذ اندلاعها. وبينما أعمدة الدخان تملأ سماء العاصمة كييف، أعلنت أوكرانيا على مدى يومين حالة التأهب الجوي في معظم أنحاء البلاد، بعد رصد إقلاع قاذفات وطائرات مسيّرة روسية باتجاهها..

هذا التكتيك الجديد من القوات الروسية أربك حسابات كييف وحلفائها، في حين ندّد الرئيس الأمريكي جو بايدن بما أسماه "الهجوم الروسي الشائن".

وفي تطور قد يكون حاسماً في مسار الحرب، تواصل القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا، إذ تواجه القوات الأوكرانية انهياراً ملحوظاً في دفاعاتها على جبهة دونيتسك.. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، فإن الضباط الأوكرانيين بذلوا كل ما بوسعهم لتفسير هذا الانهيار، مشيرين إلى نقص حاد في قذائف المدفعية، وابتكار الروس تكتيكات جديدة تقربهم من نصر كبير هناك.

تقول الصحيفة البريطانية: كانت تأمل كييف من خلال هجومها على مقاطعة كورسك تحويل انتباه القوات الروسية عن دونباس، إذ كانت القوات الأوكرانية تعاني ضغطا "لا يطاق"، لكن هذا الأمل تلاشى والخطة باءت بالفشل.

يتركز الضغط الروسي الأشد على محور "كراسنوارميسك" (بوكروفسك وفق التسمية الأوكرانية)، إذ تستمر القوات الروسية في التقدم والسيطرة على المزيد من القرى والبلدات، في حين وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع على تلك الجبهة بأنه "الأصعب" على الإطلاق.

ورغم المحاولات الأوكرانية لشن هجمات في مناطق أخرى، مثل مقاطعة كورسك لتخفيف الضغط على جبهة دونيتسك، فإنها لم تفلح في تحويل انتباه القوات الروسية. ومع هذا التصعيد وسعت السلطات الأوكرانية نطاق الإخلاء من الجزء الخاضع لسيطرتها من دونيتسك ليشمل نحو 30 بلدة.

في هذا السياق، تتزايد التكهنات حول ما إذا كان محور دونيتسك سيشهد تحولًا جذريًا في مسار الحرب. ويبدو أن الروس يقتربون من تحقيق نصر قد يغيّر موازين القوى في النزاع المحتدم.