استقالة قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي اللواء تامير يادعي لم تكن مجرد حدث عابر، بل وُصفت بأنها "هزة أرضية" هزت قيادة هيئة الأركان وأثارت صداعاً لرئيسها هرتسي هاليفي في خضم الخلافات المحتدمة داخل المؤسسة العسكرية حول الفشل في منع هجوم السابع من أكتوبر وتحقيق أهداف الحرب على غزة، جاءت هذه الاستقالة لتكشف عمق الانقسامات بشأن التعيينات والترقيات.

رغم ما قيل عن "أسباب شخصية" دفعت يادعي للاستقالة، فإن المحللين العسكريين يرفضون هذه الرواية، مشيرين إلى أنها تأتي ضمن موجة من الاستقالات التي تضرب القيادة العسكرية، وتشير إلى صراع شرس على المناصب القيادية.

فقبل استقالة يادعي شهد الجيش استقالات أخرى منها استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" وقائد "فرقة غزة"، مما يعكس حالة من الفوضى والانقسام داخل الجيش.

أمير بوحبوط المراسل والمعلق العسكري في موقع "والا" العبري وصف الوضع في هيئة الأركان بأنه "في حالة تأهب قصوى" خاصة مع تصاعد الاستقالات والخلافات حول التعيينات وأوضح أن استقالة يادعي قد تكون ناجمة عن تقديره أن رئيس الأركان هاليفي لا ينوي ترقيته إلى منصب نائب رئيس الأركان.

من جانبه يلمح المراسل العسكري للقناة 14 ألحنان مزوز، إلى أن استقالة يادعي قد تكون تمهيداً لترشحه لمنصب رئيس هيئة الأركان خلفاً لهاليفي، معززاً فكرة أن الاستقالات المتتالية تعكس تحمّل الضباط مسؤولية الفشل الاستخباراتي في منع هجوم "طوفان الأقصى" ويضيف مزوز أن الاستقالات أثارت شكوكاً حول طريقة إدارة هاليفي للتعيينات داخل الجيش وهو ما قد يدفعه هو الآخر للاستقالة في "الوقت المناسب".

فيما يستعرض مراسل ومحلل الشؤون العسكرية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع التعيينات التي يقوم بها هاليفي في رئاسة الأركان ويفسرها بأن هاليفي يسعى لإعادة هيكلة القيادة العسكرية وتثبيت نفسه في منصبه رغم الانتقادات الواسعة التي تطاله وكأنه يملك الشرعية لتشكيل وجه الجيش لسنوات قادمة.. فهل ستكون هذه التحركات كافية لإنقاذ الجيش من التفكك؟