logo
حزب العمال
فيديو

من غزة إلى أوكرانيا ما تداعيات زلزال حزب العمال؟

05 يوليو 2024، 6:49 م

في وقت يُحكِم فيه اليمين المتطرف قبضته على القارة العجوز، تتجه بريطانيا يسارًا بحزب عمالها، بقيادة كير ستارمر، تزامنًا مع كل ما تشهده المنطقة من تغيرات كبيرة، قد تبدل "بريطانيا الجديدة" فيها ملامح ملفات عدة، بدءًا بغزة ومرورًا بأوكرانيا، وصولًا لبريطانيا نفسها، التي خرجت من الاتحاد الأوروبي وقد تعود.

كير ستارمر، يبدو رئيس الوزراء البريطاني الجديد مختلفًا نسبيًا عن سابقه في التعامل مع ملف غزة، ففي عهد ريشي سوناك اقترب الأخير من تجريم حق التظاهر ورفع العلم الفلسطيني، بينما تطلق التقارير العنان لكثير من خطابات ستارمر التي أراد فيها سلامًا بإنهاء الحرب بل وتوعد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا ما فاز حزبه، في وقت وصفت فيه وسائل إعلام أمريكية ومنها موقع بولتيكو ستارمر بأنه أقوى زعيم في الممكلة المتحدة منذ عهد توني بلير، بينما أكدت صحيفة واشنطن بوست بأنه سيظل ثابتًا مع حلف شمال الأطلسي وساعيًا للسلام فيما يتعلق بغزة وهدفه توليد اتفاق بين طرفي الصراع، لذا فإن ستارمر قد يكون مساهمًا بدفع اتفاق وقف النار في غزة إلى بوابة التنفيذ، ومن ثم حل الدولتين.

في الملف الأوكراني فإن ستارمر كان واضحًا بأن موقف بريطانيا ثابت وبأن الدعم لن يتوقف، حيث من المقرر أن تقدم بريطانيا لأوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار هذا العام، فضلًا عن موقف دبلوماسي داعم لكييف، حاله حال دول أوروبية كثيرة، يسعى ستارمر لخلق تقارب أكبر معها، حتى ولو أنه نفى نية العودة للاتحاد الأوروبي، لكن حزبه قال إنه لا يزال من الممكن إزالة بعض الحواجز التجارية مع الاتحاد، لمساعدة الشركات الصغيرة التي تكافح مع ارتفاع التكاليف، ففاتورة الخروج من الاتحاد دفعها الاقتصاد البريطاني، في إحصائية تقول إنه الأسوأ بين دول مجموعة "العشرين".

العلاقات الأوروبية الأوروبية، ملف لا يقل أهمية عن ملفي غزة وأوكرانيا، حيث تسعى بريطانيا حاليًا للانفتاح أكثر في تعاملها مع الغرب الأوروبيين ، ولعل الاتفاق "البيطري" المبدئي لبريطانيا مع الاتحاد الأوروبي والذي من شأنه أن يقلل عمليات التفتيش الحدودية على المنتجات الحيوانية، قرار يمثل باكورة قرارات قد تأتي لاحقًا ومن شأنها إزالة الكثير من العوائق أمام المزارعين والمستوردين البريطانيين، في وقت يُتوقع فيه أن يحضر ستارمر قمة حلف شمال الأطلسي في الولايات المتحدة في الفترة من 9 إلى 11 يوليو/تموز الجاري كنوع من المبادرة نحو علاقات أوروبية أفضل.

زلزال حزب العمال تبعاته من الصعب أن تظهر فوريًا، لكنها حكمًا ستفعل مع الوقت، فالشارع الذي احتاج التغيير لن يقبل باقتصاد كهل، كما أن التعامل مع الاحتجاجات المؤيدة لغزة هي محط تساؤلات كثيرة، لا سيما أن هذه الاحتجاجات كانت سببًا بالإطاحة قبل مدة بوزيرة الداخلية في حكومة المحافظين سويلا برافرمان.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC