بعدما استعادت 10 مناطق.. هل تقلب روسيا المعادلة في كورسك؟

انتكاسات بالجملة، تلك التي تعصِف بالقوات الأوكرانية التي ظنت أن هجوم كورسك سيخففُ الضغط عن الجبهة الشرقية ويحولُ الأنظار إلى الداخل الروسي ليُرغم الأخير على إجراء المفاوضات، لكن أنباء الساعات الأخيرة القادمة من أرض المعركة تشير إلى أن الهجمات والمعارك ستدخل في مَنحى تصاعدي. 

ويقول قائد قوات "أحمد" الروسية الخاصة الشيشانية اللواء أبتي علاء الدينوف لوكالة "تاس" إنه جرى تحريرُ نحو 10 مناطق سكنية في كورسك، وإن كييف تكبدت خسائر تُقدر بأكثر من 7 آلاف عسكري وما يزيد عن 300 مدرعة في منطقة سودجا وحدها في مقاطعة كورسك، وعلى الهامش فإن الدينوف أشار إلى أن معظمها غربية الصنع، وهذا إن دل على شي فهو يدل على أن مناطق سيطرة الأوكرانيين آخذة في التقلص استنادا لآراء المحللين العسكريين، لكن مع هذا التراجع الأوكراني في كورسك والأهداف الأوكرانية والغربية التي ظلت حبيسة الخطط والتكتيكات باستثناء ما تحقق منها عبر مكاسب بسيطة على الأرض، كيف كان رد الجانب الأوكراني الأخير؟

شنت كييف ثاني أكبر هجوم من نوعه منذ بدء الحرب بالطائرات المسيرة على موسكو، وعلى الرغم من أن دفاعات الأخيرة تمكنت من إسقاط 144 مسيرة منها، إلا أن بعضها تمكن من بلوغ أهدافه في العمق الروسي، حيث قوبل الهجوم باستهداف روسيا البنية التحتية للطاقة في ست مناطق في شمال شرق البلاد خلال الساعات الماضية، مخلفة أعطالا مؤقتة في ثلاث محطات طاقة فرعية على الأقل.

في الجبهة الشرقية وفي كورسك، تتخبط القوات الأوكرانية في سبيل إيجاد حل لتخفيف آثار توغل اعترف القادة أنه لم يحقق أهدافه في إجبار موسكو على تحويل القوات وتخفيف الضغط عن الجبهة الشرقية، التي تشهد توترًا يزداد مع مرور الساعات واقتراب الجيش الروسي أكثر فأكثر من مدينة بوكروفسك التي تعد واحدة من المعاقل الدفاعية الرئيسية لأوكرانيا والتي تشير وكالة أسوشيتد برس إلى أن بعض الجنود فيها أصبحوا يختارون الابتعاد عن مواقع القتال مع تقدم القوات الروسية التي تفوقهم بالعدة والعدد، وهذه معطيات تشير بدورها إلى أن التوغل في كورسك أضعف ثقل القوات الأوكرانية في أماكن أخرى، بل وفتح المجال أمام تقدم روسي تسعى فيه موسكو لإعادة ضبط البَوصَلة فوق أراضيها دون التفكير بمفاوضات تشبه المثل القائل مرغم أخاك لا بطل .