عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
أوكرانيا
فيديو

كمائن وجرّ بالقوة إلى الحرب.. شبح التجنيد يُرعب شباب أوكرانيا (فيديو إرم)

22 يوليو 2024، 10:57 ص

أن تخرج وأنت شاب يتجاوز عمرك الـ18 في شوارع أوكرانيا، فهذا يعني أنك ستكون عرضة لكمائن التجنيد الإجباري، شوارع ومدن أوكرانيا، بين شبح التجنيد وفجوة نقص التعداد البشري.

في حرب تخطت عامها الثالث، تجاوزت الحاجة الأوكرانية افتقاد العدة والعتاد، وباتت أكبر التهديدات التي تواجهها كييف اليوم تتمحور حول عدد الجنود الأوكرانيين المنقوص مقارنة بالخصم روسيا، هي فجوة قيل إنها ستخلق منطقًا عسكريًّا آخر لإدارة الصراع ضد روسيا، يعتمد على عدم تفضيل الذخيرة على حساب الجنود فالحاجة إلى العدد بلغت أوجها. 

العدد كنسبة وتناسب 

في شباط الماضي قال زيلنسكي في أول تصريح له منذ بدء الحرب يتحدث فيه عن قتلى جيشه، إن أوكرانيا فقدت 31 ألف جندي في الحرب، لكن تقديرات أمريكا تقول إن العدد فاق الـ70 ألفًا، معهم أكثر من 120 ألف جريح، وتقول مصادر أخرى إن العدد الحقيقي قد يكون مضاعفًا لكل ما نُشر، في جيش يصل تعداده وفق كلام زيلنسكي إلى قرابة 800 ألف جندي، أقل من نصفهم الآن يقاتلون على الأرض.

بينما في روسيا، فتبدو مسألة العدد ثانوية، وهذا طبيعي مع جيش قوامه وفق موقع "ستاتيستا" للإحصاء 3 ملايين ونصف المليون جندي، كما أن عمليات التجنيد الروسية تأتي بمئات الآلاف في كل مرة وبدفعة واحدة، كل هذا حتم على أوكرانيا استخدام يد من حديد لتجنيد الشباب بقوة السلاح ولغة التهديد.

التجنيد .. هاجس الشباب في أوكرانيا 

لم تترك الحكومة الأوكرانية أسلوبًا إلا واستخدمته من أجل زيادة تعداد الجيش، فكان رئيسها وقَّع قانونًا خفض فيه سن التجنيد من 27 إلى 25 عامًا للشباب، وبعد هذا استعان بآلاف السجناء الذين وقعت الحكومة معهم اتفاقًا ينص على أن خدمتهم لن تنتهي بانتهاء محكوميتهم، وإنما بانتهاء الحرب، إلى الحين الذي وصل فيه الحال لاستخدام طرق كمائن الشارع وانتشار دوريات تتمحور مهمتها حول إيقاف الشباب والتأكد من بياناتهم وسحبهم بالقوة إلى جبهات القتال، حتى وإن تطلب الأمر عمليات تخفٍّ استعان ضباط أوكرانيون بسيارات إسعاف لتنفيذها.

حصار بشري وآخر تكنولوجي، يتولى مهمته تطبيق "ريزيرف بلس" في أوكرانيا، الذي يُعنى بتسجيل ومراقبة بيانات الشباب، ويلزمهم بتحديثها دوريا، وإلا فإن الغرامة تصل إلى 400 دولار أمريكي وتتضاعف في حال تجاهلها، إلى حين سحب الممتلكات ورخصة القيادة وتجميد الحسابات البنكية للمخالفين.

كل هذا يأتي بعد أكثر من سنتين جرب فيها قرابة الـ 20 ألف شاب أوكراني السبل كلها للهرب من جحيم التجنيد، بدءًا بمحاولة الفرار بحرًا إلى البلدان الحدودية، وصولًا لآخرين أُلقي القبض عليهم من على الحدود متجهين لمولدوفا ورومانيا، قبل إصدار قانون يمنع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا من مغادرة البلاد. 

وقد يكون تقرير صادر من موقع "واينت" العبري، دليلًا على ما يواجهه الشباب الأوكرانيون من مخاوف مرتبطة بتجنيدهم إجباريًّا، حيث كشف الموقع أن في أوكرانيا مئات من الشباب الإسرائيليين مزدوجي الجنسية، عالقين ويحاولون الهرب إلى إسرائيل خوفًا من القتال ضد روسيا.
إذًا ما الحل، وكم هو العدد الذي تحتاجه أوكرانيا لسد الفجوة؟

إن حاجة أوكرانيا من الجنود لسد الثغرة هي 500 ألف جندي وفق أرقام أوكرانية، مع العلم أن كييف تعمل منذ بدء العام على حشد العدد، لكن سقف التوقعات لا يمكن أن يتجاوز 50 ألف جندي فقط للتجنيد، وفق أبحاث أوكرانية. 

بلغة المنطق، فإن أي جيش سيواجه الجيش الروسي، سيقع ضحية لعبة "العدد"، التي ستقف بصف روسيا، لكن هناك أسبابًا أخرى كانت أيضًا وراء هذا، على رأسها انخفاض الولادات الكبير الذي تشهده أوكرانيا منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث بلغ عدد سكان أوكرانيا عام 1990 أكثر من 51 مليون نسمة، وانخفض بشكل كبير، بسبب تداعيات سقوط الاتحاد السوفيتي، ومن بينها الأزمة الاقتصادية الحادة، حتى وصل في عام 2023 إلى 29 مليونًا، وبلغ معدل الولادات لكل امرأة 1.4 طفل هذا العام، ومن المتوقع أن يكون 0.7 في العام المقبل، وفقًا لمعهد الديموغرافيا والدراسات الاجتماعية في أوكرانيا.

وفي ظل كل ما يجري، فأي خطة لأمريكا والغرب من أجل مد أوكرانيا بالجنود؟

قبل أشهر خرج ماكرون بتصريحات رأى فيها أن تدخل الجيش الفرنسي في الحرب ضرورة، وأنه قد يرسل قوات فرنسية وأوروبية لأوكرانيا، بوتين رد حينذاك بأن الحرب العالمية الثالثة ستقترب إذا ما فعلتم هذا، وعليه فإن أي خطوة أوروبية تجاه تسليح بشري في أوكرانيا قد تفتح النار على العالم ككل.

تحاول أمريكا أن تجد طرقًا بديلة لتعزيز وجودها بأوكرانيا، وإلا فما تفسير تقرير موقع بزنس إنسايدر الأمريكي، والذي يقول إن أمريكا تدرس حاليًّا فكرة إرسال خبراء عسكريين أمريكيين لأوكرانيا، من أجل ما قالت عنه مساعدة الجيش الأوكراني في صيانة وإصلاح أنظمة بعض الأسلحة، مع أن وُجود أمريكا هناك سيعني بصريح العبارة السماح لوزارة الدفاع الأمريكية بتقديم عقود لشركات أمريكية للعمل داخل أوكرانيا، وربما نرى مستقبلًا توجهًا أمريكيًّا وغربيًا للشركات العسكرية الخاصة، على غرار ما فعلت روسيا بخصوص فاغنر. 

التعداد البشري حاجة تعادل حاجة الذخيرة في أوكرانيا حاليًّا، فهل ستنجح أمريكا برأب الصدع دون الوقوع بحرب مباشرة مع روسيا؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC