البيت الأبيض: ترامب أوضح أنه منفتح على التوصل لاتفاق مع الصين بشأن الرسوم الجمركية
بين شوارعها التي تضج بالقصور الفخمة وأحيائها المتهالكة المكتظة بالخيام.. تقف لوس أنجلوس كمدينة متناقضة بشكل صارخ حيث يتعايش الثراء الفاحش مع الفقر المدقع..
ومع اشتعال حرائق الغابات القاتلة التي تهدد بتدمير كل شيء في طريقها ظهرت فجوة جديدة تزيد من حدة الانقسام وهي إمكانية الوصول إلى خدمات رجال الإطفاء الخاصين الذين ينقذون القصور ويتركون الجيران لمصيرهم المأساوي.
وفي حين كانت هذه الشركات الخاصة تعمل سابقاً مع الحكومات المحلية وشركات التأمين فقط، إلا أن يأس أثرياء لوس أنجلوس دفعهم إلى التعاقد مباشرة مع هذه الفرق المتخصصة وفقاً لتقرير موسع نشرته صحيفة ديلي ميل.
لكن السعر ليس في متناول الجميع إذ قد يصل استئجار فريق إطفاء خاص مكون من شخصين مع مركبة صغيرة إلى 3000 دولار يومياً، بينما ترتفع التكلفة إلى 10,000 دولار يومياً لفريق أكبر يضم 20 شخصاً.
الأمريكيون الذين اعتادوا التفاوت الهائل في الدخول وجدوا أنفسهم أمام واقع جديد أثار غضبهم فالأثرياء ينقذون ممتلكاتهم الفخمة، بينما يترك الآخرون لمواجهة ألسنة اللهب وحدهم..
ويبدو أن هذا التفاوت تجاوز حدود الاحتمال حيث بدأت أصوات معارضة تتصاعد ضد "الحرائق الطبقية كما سُمّيت.
وفقاً لكريس دون مالك شركة مكافحة الحرائق الخاصة "كوفيرد 6" فإن الطلب على خدماته أصبح لا يهدأ.. ويؤكد للصحيفة البريطانية أن شركاته تجلب المياه الخاصة بها أو تعتمد على حمامات السباحة الضخمة التي يمتلكها العملاء الأثرياء، في وقت قد تكون فيه صنابير مكافحة الحرائق الحكومية خاوية.
ولكن بعض الشركات اعترفت بأنها ستلجأ إلى صنابير المياه العامة أو مصادر أخرى مثل البحيرات مما يضعها في مواجهة مع رجال الإطفاء الحكوميين الذين يعتمدون على نفس المصادر.
لم تكن هذه الشركات محط اهتمام الرأي العام الأمريكي إلا في عام 2018، عندما نجحت إحدى فرق الإطفاء الخاصة في إنقاذ قصر مغني الراب الشهير كاني ويست وزوجته آنذاك كيم كارداشيان الذي تبلغ قيمته 50 مليون جنيه إسترليني من حرائق وولسي.
لكن اليوم ومع تزايد الاعتماد على هذه الفرق من قبل الأثرياء تتحول الحرائق في لوس أنجلوس إلى صورة مرعبة تعكس انقساماً طبقياً هائلاً فبينما ينقذ الأثرياء قصورهم يترك الفقراء ليواجهوا الرماد.